رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالفيديو| مسيحيون ومسلمون والعلم واحد.. "حواديت" مدرسة الصم بالكنيسة الأسقفية

كتب: غادة شعبان -

09:08 م | الإثنين 17 ديسمبر 2018

بالفيديو| حواديت مدرسة الصم بجمعية الناردين.. مسيحيون ومسلمون والعلم واحد

صممهم لا يعني إنعزالهم عن العالم، فقلوبهم هي من تسمع وتتكلم، يتألمون ويعانون، لكن لا يمتلكون القدرة على إظهار مابداخلهم سوي باستخدام لغة الإشارة التي تعتبر وسيلة تواصلهم مع الآخرين، والتي لا يفهمها الكثيرين، ويعتبرونها إعاقة، والتي يولد بها أطفال كثيرين فاقدين القدرة على السمع التي حرمهم الله إياها.

تعتبر مدرسة وحدة تعليم الصم الموجودة بمقر الكنيسة الأسقفية بمصر القديمة، والتي تم افتتاحها عام 1982، واحدة من أهم المدارس التي تهتم بالطفل الأصم وممن يعانون من ضعف السمع، فهذه المدرسة تضم حوالى 70 طفلاً وطفلة، في ثماني فصول، والتي يتراوح أعمراهم من 6 سنوات حتي 18 عامًا، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال حتي المرحلة الإعدادية.

وتنفرد جمعية "الناردين" بكونها الأولى من نوعها التي يتواجد بها قسم داخلي لخدمة الأطفال من سكان القاهرة والمحافظات الآخرى.

وذكرت السيدة كليرغايس، استشاري تعليم ومترجم للصم في المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أثناء حديثها لـ"الوطن"، أن الهدف الأسمى للمدرسة هو تدريب الأطفال وتأهيلهم للتغلب على مشاكلهم وتزويدهم بحياة آمنه صحية وبيئة تعليمية مناسبة خالية من الانتقادات.

لم تقتصر المدرسة على الطلاب الأقباط فقط، بل امتدت لقبول الأطفال المسلمين الذين يعانون من الصمم، بالتواجد خلال اليوم الدراسي الصباحي وليس بالقسم الداخلي.

تزود المدرسة الأطفال بالمواد الخام التي تمكنهم من إجادة الحرف والأعمال المهنية إلى جانب المواد الدراسية لتنمية قدراتهم الإبداعية والتخيلية، فهناك مدرسين متخصصين لتعليم الأطفال حرفة "الخياطة"، وفن" الأورجامي"وهو فن طي الورق والذي كثيراً ما يرتبط بالثقافة اليابانية، إلى جانب أعمال "النجارة"، والكمبيوتر.

يتواجد بالمدرسة نخبة من المدرسين الذين يتقنون تعليم التخاطب للأطفال حيث يأخذ كل طفل حصتين في التخاطب خلال الأسبوع من خلال التدرب على تعلم الحروف ثم الكلمات ثم الجمل عن طريق اللمس.

طلاب ثم مدرسين في ذات المدرسة التي تعلموا بها، فبعد أن أمضوا سنوات دراستهم وتخرجوا من الجامعة، عادوا إلى مدرستهم كمعلمين للأطفال الصغار، كمعلمة مادة الحاسب الآلي، مريم مرزوق، فهي من أبناء المدرسة منذ أن كانت صغيرة السن، حتي أنهت تعليمها لتعود للمدرسة من جديد ولكن كمدرسة، وحينما رزقت بأطفال قررت أن يسيروا على نهجها ويتلقوا تعليمهم في المدرسة ذاتها.

وتروي الدكتورة منى العقاد، استشاري ورئيس قسم أمراض السمع والإتزان، دورها البارز في عيادات السمعيات داخل المدرسة التي استخدمتها في وحدة تعليم الصم، وقالت: "كنت بلف مع أخويا النائب محمد العقاد على كنائس مصر القديمة، دخلنا الكنيسة الأسقفية، وفوجئت بمبنى ولما فتحناه لقيت جواة، أجهزة سمعيات تقدر بنصف مليون جنية مكتوب عليها تبرع من السفارة اليابانية".

وتابعت: "أنا عيادتي مجانية لأي مريض غير قادر على مستوي الجمهورية، لمساعدة المسلمين والمسيحيين، ممن يعانون من التهابات في الأذن الوسطى، ويكون العلاج من خلال الأدوية، وإلتهاب أذن داخليه يكون التعامل من خلال السماعات، وهناك حالات تم علاجها بعد سنين من ضعف السمع، ومن زائري العيادة أبناء القسيس "كليمنت"، وهو أول قسيس أصم بالوطن العربي".

وتخرج أبناء المدرسة ليلتحقوا بالجامعات المصرية، إلى جانب كونهم الأوائل في كليات التربية النوعية في جامعتي القاهرة وعين شمس.