رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الأب هاني باخوم يكتب: الطهارة لحل التحرش

كتب: الوطن -

12:14 م | الجمعة 30 نوفمبر 2018

الأب هاني باخوم

ظاهرة التحرش الجنسى تعنى كل ما يهين ويقلل من كرامة الشخص بسبب التعدى الجنسى، لفظياً أو بتصرفات، أو إغراءات وابتزاز لهدف معين. الأمر يمس كرامة الإنسان بدرجة مباشرة بجانب جسده ومن هنا تأتى بشاعة هذا الفعل. ضرر للشخص جسدياً ومعنوياً وأيضاً لكرامته. وهنا تعلن الكنيسة وبكل وضوح أن التسامح فى هذا الأمر هو صفر، فهو شىء غير مقبول، وتطالب الدولة بسن وتطبيق القوانين اللازمة لمنع هذه الظاهرة ومحاربتها.

فتعلم الكنيسة الكاثوليكية فضيلة الطهارة كحل جذرى لهذه المشكلة فتقول:

إن الطهارة تعلّم السيطرة على الذات، التى هى تدُرب على الحرّية الإنسانيّة. والخيار واضح: فإمّا أن يسيطر الإنسان على أهوائه وينال السلام، وإمّا أن يرضى بأن تستعبده ويصبح تعساً. «إنّ كرامة الإنسان تقتضى أن يعمل باختياره الواعى والحرّ، أى أن يكون عملُه شخصياً وبدافعٍ ومحركٍ من داخل ذاته، لا أن يكون بدافع غريزيّ، أو بدافع خارجيّ قسريّ. والإنسان يحصل على هذه الكرامة عندما يتحرر من كل عبودية للشهوات، ويختار بحريته الخير فى طريق هدفه الذى يسعى إليه بكلّ ما تقدمه له مهارته من وسائل».

تتعلق فضيلة الطهارة بفضيلة القناعة الرئيسة، والتى تهدف إلى سيطرة العقل على ما فى الإنسان من أهواء وشهوات.

السيطرة على الذات عمل يقتضى جهداً طويلاً. ويجب أن لا تعد أبداً حاصلة نهائياً أنها تفترض جهداً يتكرر فى كل مراحل الحياة. ويمكن أن يكون الجهد المطلوب أشد فى بعض المراحل، كما هى الحال عندما تتكون الشخصية، وفى زمن الطفولة والمراهقة.

للطهارة قوانين نمو تمر بدرجات موسومة بالنقص، ومراراً كثيرة جداً بالخطيئة. «إن الإنسان الفاضل والطاهر يبنى نفسه يوماً بعد يوم، باختيارات كثيرة وحرة، يعرف الخير الأخلاقى ويحبه ويتمم، متبعاً مراحل نمو».

الطهارة مهمة شخصية بدرجة عالية، وهى تتضمن جهداً ثقافياً لأن هناك «ترابطاً بين نمو الشخص وتطور المجتمع نفسه. وتفترض الطهارة احترام حقوق الإنسان، ولا سيما الحق فى الحصول على إعلام وتربية يحترمان الأبعاد الأخلاقية والروحية للحياة البشرية.

الطهارة فضيلة أخلاقية وهى أيضاً عطية من الله ونعمة وثمرة العمل الروحى. والروح القدس يولى الاقتداء بطهارة المسيح لمن أعاد ماء المعمودية ولادته.

نعم هذا هو تعليم الكنيسة الكاثوليكية للطهارة (2339-2344).

ولذا من المهم التوعية بذلك، وأيضاً التوعية لكيفية التصرف أمام هذا الخطر، أمام الحدث نفسه. وهنا يأتى دور العائلة أيضاً لأبنائهم منذ الصغر، كيف يمكنهم إنماؤهم على فضيلة الطهارة وكيف يمكنهم حمايتهم من شر الآخرين عليهم.