رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالفيديو| محمد وعبير.. زوجان يتحديان الإعاقة بشعار «الكرسى المتحرك أسلوب حياة»

كتب: ندى نور -

01:43 ص | الأربعاء 28 نوفمبر 2018

محمد وعبير.. زوجان يتحديان الإعاقة بشعار «الكرسى المتحرك أسلوب حياة»

«طموحات وأحلام وإرادة وبسمة» ترتسم على وجهيهما، وفى عيونهما يظهر الرضا بما كتبه الله لهما، هما محمد وعبير، زوجان اتفقا فى كل شىء حتى الإعاقة الحركية، ولم تمنعهما من مواجهة الحياة بتفاؤل، وجعلا من أحلامهما وطموحاتهما أسلوب حياة، وبعد أن جمعهما الحب اختارا الحياة بأسلوب يختلف عن الآخرين.

أصيبت عبير عبيد بشلل الأطفال منذ ولادتها نتيجة تطعيم فاسد، وأصيب الزوج هو الآخر بكسر فى العمود الفقرى وانفصال فى النخاع الشوكى، ما سبّب له شللاً، إثر سقوطه من شرفة منزله من الطابق السابع عام 2008.

وكان التحدى والعزيمة طريقهما، فلم تقف الإعاقة أمام أحلامهما، واستطاعت الزوجة حصد ميداليات ذهبية، وأصبحت بطلة الجمهورية فى السباحة بعد 3 أشهر من ممارستها الرياضة، رغم ابتعاد النادى عن مكان سكنها، إلا أنها لم تستسلم، ولم تترك الكرسى المتحرك يعيق رغباتها.

"مفيش حاجة اسمها مستحيل"، بهذه العبارة وصف محمد النمر، حالة الرضا التى أنعم الله عليهما بها، ما دفع أقرانه إلى أن يطلقوا عليه لقب "البطارية"، فهو مصدر طاقة لكل من حوله، واختار الزوج أن يشارك زوجته فى رياضة السباحة، وحصل على بطولة أفريقيا فى الجرى بالكرسى المتحرك 5 كيلومترات.

وتقول "عبير" فى حديثها لـ"الوطن": "بنعمل كل حاجة بشكل طبيعى، ما هو ماينفعش الإعاقة توقفنا، بنجرى بالكرسى وبنطلع وننزل على سلم كهربائى فى المترو". يفعلان كل ما يفعله الأسوياء، لكن بطرق مختلفة، فالكرسى بالنسبة لهما أسلوب حياة.

اختارت الزوجة الثلاثينية أن تصمم منزلها بطريقة مختلفة تتناسب مع إعاقتها هى وزوجها، ولم تسمح لأى فرد من أهلها بالتدخل أثناء شراء الأثاث، تقول: "اشترينا شقة فى الدور الأرضى لنتخلص من تعب السلم، واشترينا بوتاجاز مسطح علشان أعرف أستخدمه، والتليفزيون حطيناه فى مستوى طولنا، كل حاجة كان محسوب مقاساتها حتى غرفة المعيشة بها كنبتين فقط لتيسير الحركة بحرية بواسطة الكرسى".

ويلتقط الزوج طرف الحديث ويقول: "يوم زفافنا عملنا حاجات محدش تخيلها، ورقصنا بالكراسى، وكل الناس كانت بتبص لنا باندهاش". واعتبر "النمر" إعاقته فترة راحة أنعم الله عليه بها، ولم يترك نفسه فريسة لليأس فى أى مرحلة من حياته، ويضيف: "حياتنا قرار ومبدأ وأسلوب حياة ولازم نثبت وجودنا علشان لما نمشى الناس تفتكرنا".

ورغم قرار الزوجة بعدم زواجها من شخص يعانى من الإعاقة، فإنها لم تستطع أن تمنع نفسها من حبها لمحمد، ورغم خطبتها لشخص سليم قبله، انفصلت عنه لاختلافهما فى الطباع. وعن الصعوبات التى واجهتهما لإقناع الأهل بحبهما ورغبتهما فى الارتباط تقول عبير: "كانت نظرة أهلى أنه يجب أن أتزوج رجلاً سليماً لمساعدتى، لكن الدهشة التى سيطرت على كل من حولى هو نجاح حياتى الزوجية بعد الزواج من معاق مثلى".

"هتساعدواً بعض ازاى؟" أسئلة وجّهها الأهل للزوجين، وعن ذلك يقول محمد: "ماكانش ينفع يكون الكرسى هو المانع لزواجى من إنسانة بحبها، والكرسى مايبقاش موجود فى حساباتنا". قبل شراء الزوجين سيارة لتسهيل تنقلهما، كانت المعاناة كبيرة، حيث يبعد عمل الزوج عن سكنه 12 كيلومتر، فقرر تغيير عمله من المحاماة إلى خدمة العملاء بشركة كبرى، أما الزوجة فتقول إن أصعب لحظة مرت بها أثناء فترة دراستها هى اضطرارها لارتداء جهاز "طرف صناعى" من مرحلة الحضانة وحتى الثانوية العامة، والسير به ساعة إلا ربعاً مع العكاز، وهو ما دفع أهلها لعدم إكمالها تعليمها، لكن بعد زواجها التحقت بالتعليم المفتوح فى كلية التجارة بجامعة عين شمس.

ويحلم الزوجان بتبنِّى مسرحيتهما "كوكب تانى" التى عبّرا فيها عن معاناة أصحاب الإعاقة الحركية، وتمنى الزوجان تغيير نظرة المجتمع للجالسين على الكرسى المتحرك وتوقف التعامل معهم على أنهم مرضى أو ضعاف يحتاجون مساعدة.