اتجهت لفن "الماندلا"، بعد أزمة نفسية تعرضت لها، الأمر الذي ساعدها على تجاوز محنتها واستعادة حياتها الطبيعة، فقررت تعليمه للآخرين حتى يستخدمونه كعلاج نفسي.

منار عفت صاحبة الـ23 عامًا، بدأت تعلم الناس عبر الإنترنت وتدعوهم لعقد ورشة قائلة: "الفن ده مش منتشر كتير في مصر وهو معالج أرخص من كشف الطبيب النفسي".

"أنا دايمًا بحس إن الماندلا شخص، بتعامل معاه وبينا علاقة بتبتدي من أول ما أبدأ الرسمة"، تحكي عنه كأنه صديق مقرب لها، فهي تعرفت عليه من أصدقاء مروا بنفس التجربة واتجهوا إليه كعلاج لحالتهم.

الماندلا فن هندي يعتمد على النقوش باستخدام الأقلام والمنقلة والمسطرة، يحتاج للتدقيق ورسم الخطوط بشكل منتظم لتخرج في النهاية لوحة فنية تسر العين لرؤيتها.

"بيثير البهجة في نفوس الناس اللي بتشوفه مش بس اللي بترسمه"، قالت "عفت" إنه أصبح منتشرا في الديكورات وعلى الأطباق  والإكسسوارات والمفارش أيضا والملابس وحتى الميداليات وغيرها: "ناس كتير بتقلد رسومات الماندلا لأن ابتكارها مش سهل".

تصمم بنفسها أشكاله وتجلس في عزلة طويلة داخل غرفتها لتنتهي من رسمها: "هي عبارة عن تفاصيل نمطية وعشوائية.. داخل دايرة، وكأنها بتعبر عن الكون كله"، تشبه الكون بهذا الفن نظرًا لكثرة تفاصيله المعقدة، وأيضًا الفن الإسلامي الذي يعتمد على النقوش المزخرفة.

قالت: "أجمل شغل هو اللي بيطلع من أزمة مش مجرد تسلية"، مؤكدة أنها مدينة لهذا الفن بالفضل في مساعدتها لذا تحاول إيصاله لجميع الناس: "يكفي أنه خرجني من حاجات صعبة".

تحكي أن أدواته في متناول الجميع لا يتعدى سعرها الـ10 جنيهات متابعة: "قلم رصاص عادي وبرجل هيغيروا حياتك"، تعلم على يدها حتى الآن 6 أشخاص وتكون حاليًا مجموعة لعقد ورشة قائلة: "اللي من المحافظات علمتهم على الإنترنت عشان المسافة".