رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مصور "فستان الزفاف وسط الأنقاض" لـ"الوطن": "الاحتلال هدم حب 5 سنوات"

كتب: يسرا محمود -

10:20 م | الخميس 15 نوفمبر 2018

مصور

نوافذ وأبواب مفتوحة على مصراعيها، الحطام ينتشر بأرجاء المنزل، دافنًا بداخله الأثاث والمفروشات الجديدة، ومعها فرحة العروسين اللذين يستعدان لزفافهما خلال أيام، فدوي الصواريخ أسكت الزغاريد، والبيت الدافيء ملأه الصقيع والرهبة، لم يتبق سوى فستان أبيض معلق بالغرفة، شاهدًا على تلاشي فرحة لم تتم، وسعادة وأدت قبل اكتمالها، مفتقدا طريقه لجسد عروس محبة، انتظرت ارتداءه لسنوات طويلة، ليوثق المصور سند أبو لطيفة جراحهما بعدسته.

المصور العشريني اكتشف المنزل المقصوف بحي رضوان في غزة، من حديثه مع الجيران الحزانى على العريس المكلوم، راويًا لـ"الوطن"، أنه وجد العريس فادي الغزالي جالسًا على الأنقاض في ذهول وصدمة، مواسيًا عروسه السورية الباكية على تأجيل فرحتها، قبل 6 أيام من انعقاده، لأجل غير مسمى.

اهتمام "سند" بالجانب الإنساني للأحداث المأساوية، دفعه لسؤال العريس عن تفاصيل ارتباطه بحبيبته، المقيمة ببلدة خان شيخون في سوريا، ليحكي له وقوعه في الحب، بمجرد إتمامه 17 عامًا، بعد تعارفها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي في 2013، فجمعها ألم الحروب المشتعلة في بلادهما، متبادلين أطراف الحديث حول حوادث القصف، والمناوشات المستمرة، محاولًا كلًا منهما تهدئة الآخر، متواعدين على الحفاظ على حياتهما حتى يلتقيان، وتكلل قصتهما بالزواج. 

 

تجهيز "بيت الزوجية" تطلب إنفاق فادي كل مدخراته، وبذله جهدا مضاعفا في عمله لتوفير المزيد من المال، حتى يتمكن من شراء احتياجات المنزل على مدار 3 سنوات، بالإضافة إلى تكفله بمصروفات إجراءات سفرها إلى غزة بالدولار الأمريكي، ليحددان موعد زفافهما في يوم ميلاده، قائلًا بلهفة للمصور الشاب: "حبيت أتولد من جديد، في أول لحظة تجمعنا بها حياة جديدة".

الارتباط الذي وصفه كثير من الأصدقاء والأقارب بـ"الحب المستحيل"، تمسك به الطرفين، لإيمانهما أن كلا منهما الشريك المثالي للآخر، سَكنه وسُكنه، راغبين في إنجاب أطفال، يقامون بالحب العقبات والحروب والسياسة دون خوف، أو إلتفات لأحاديث الآخرين.

ردود أفعال إيجابية متعاطفة مع اللقطة المصورة، العاكسة لقصة حب هدمها الاحتلال، تسببت في سعادة "أبو لطيفة" رغم شعوره بالأسى على الوضع الحالي، مؤكدًا أنه يهدف لتوثيق جرائم الجيش الإسرائيلي، وإيصالها للمجتمع العربي والغربي، من عمله بمجال التصوير طيلة عامين مضيا، في ظل متابعة أجانب له عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، من أمريكا وكندا والبرازيل وإيطاليا وماليزيا، وجنسيات أخرى، مهتمة بمتابعة الأحداث في فلسطين.  

القصق الإسرائيلي على قطاع غزة، المؤدي لخراب منزل فادي، ليست الواقعة الأولى، التي يصورها صاحب الـ22 ربيعًا، فمنزله مليء بلقطات "فوتوجرافية"، شاهدة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد "مسيرات العودة"، وغيرها من الأحداث الدموية، حالًما بتدشين كتاب مصور، يتضمن قصص إنسانية وراء كل صورة موجعة مع الشعب الصامد. 

الكلمات الدالة