رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| شبيهة "بائعة الكتب": "عايزة أقابلها يمكن أفرح زيها"

كتب: نرمين عصام الدين -

03:46 ص | الجمعة 26 أكتوبر 2018

شبيهة بائعة الكتب

"يخلق من الشبه أربعين".. مثل شعبي تجسد في "أم هاشم محمد علي"، تلك السيدة نظيرة الملامح والظروف لـ "إلهام عبدالهادي"، الشهيرة بـ"بائعة الكتب" والتي كانت تفترش أحد الأرصفة بمنطقة بين السرايات التابعة لحي الجيزة، حيث حلت ضيفة على برنامج "90 دقيقة"، مع الإعلامي معتز الدمرداش، قبل 9 أشهر، على قناة المحور؛ ليوجه لها بعض الشخصيات العامة وعود تليفونية يعرضون شتى أشكال الدعم على "عبدالهادي" التي رفضت المساعدات المادية بل قبلت كل ما هو عيني في نظرها.

"أم هاشم" تشابهت معها في الملامح؛ فالأولى ترتدي مثلها عباءة داكنة اللون، ونظارة لتوضح رؤية عيناها المبتسمة رغم التعب، أما بعين الظروف، فكانت القاهرة لهما بمثابة مقصد الرزق؛ حيث بيع الكتب والاسترزاق منها.

"أم هاشم" جاءت من سوهاج إلى القاهرة ومن ثم إلى الإسكندرية حيث الاستقرار، وبالرغم من جهلها القراءة والكتابة إلا إنها تعلم الكتب القديمة، والمتهالكة الأوراق بما تحويه من قصص الشعراء والرؤساء بالرموز والصور، فيما كانت لا تفرض سعرًا محددًا على الكتاب الواحد، بل كانت تسترزق بناء على تقدير الزبون في تقدير السعر، حيث افتراشها أحد الأرصفة بحي السيدة زينب.

في ظروف الغربة نفسها، تشابهت معها السبعينية "إلهام عبدالهادي"؛ حيث إتيانها من إحدى القرى الريفية بالشرقية إلى القاهرة ليتمكن العمل من ضيق يدها والاسترزاق من بيع الكتب؛ ولكن "عبدالهادي" تختلف عن الأولى في تلقيها التعليم وحصولها على شهادة المعهد الأزهري.

"أم هاشم" مثلها مثل أي أم لديها شقيق واحد يسكن ببلدته بسوهاج، ولديها 6 أبناء ذوي مؤهلات متوسطة، يقطن بعضهم بالإسكندرية، فيما تقول إنهم لا يعلموا عن أمهم شيئًا سوى إنها على قيد الحياة ومازالت تتنفس، حيث يتردد بعضهم إليها بين الحين والآخر.

قررت "أم هاشم"، بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل حارسًا بإحدى الشركات الخاصة، تغيير مسكنها حيث منطقة "أبو تلات" بالإسكندرية، بشقة مكونة من حجرتين؛ وتعيش بمفردها، تتولى وحيدة تلبية احتياجاتها رغم قرب أولادها مسافة، فيما تقول لـ"هن" إنها أصيبت بارتخاء في الأعصاب وأصبحت تعتمد في سيرها على عكاز إثر تعرضها لحادث طريق، بأحد ضواحي الإسكندرية أثناء قصدها زيارة ابنها، قبل 8 سنوات.

لجأت السيدة الستينية إلى بيع المناديل، وهي تمسك ببعض العبوات بيديها، متجولة على كورنيش الإسكندرية، بعكاز تتكئ عليه: "أنا بفرح لما بلاقي ناس شبهي شقيانة، وعايزة أقابل بائعة الكتب لأنها زيي مكافحة، يمكن أفرح زيها".

يتشابهان السيدتان في أمر آخر، وهو أن السيدة الستينية "أم هاشم" لديها 6 أحفاد، يقطنون بين مدينتي الإسكندرية وسوهاج، تجهل ملامحهم، فيما تراهم على فترات، بينما يغلب العطاء عليها عند رؤيتهم: "أنا عايزة أشوفهم، ومش عايزة أصعب على حد".

الأمر نفسه مع "عبدالهادي" جدة الـ7 أحفاد، حيث تتولى إعالتهم، من فرشها التي تستمر به قرابة الـ7 سنوات، حتى استطاعتها بناء كشك صغير يحوي تلك الكتب التي تسترزق منها ببيع الواحد بين الـ15، 20، 30 جنيها.

 

الكلمات الدالة