رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

بالصور والفيديو| بعد وعد "محمد صبحي" بإعطاءها نصف مكتبته.. "بائعة الكتب": "الكلام اتبخر"

كتب: نرمين عصام الدين -

11:25 م | الإثنين 28 أغسطس 2017

إلهام عبدالهادي

بأحد الأرصفة، بمنطقة بين السرايات التابعة لحي الجيزة، أسفل كوبري ثروت، تفترش إلهام عبدالهادي، الشهيرة بـ"بائعة الكتب"، قطعة أرض يبلغ طولها مثل عرضها، مترين، أخذتها لبناء كشك صغير يحمل نشاطها بالبيع.

"هُن" رصد الساعات الأولى، في اليوم الأول لانتقال السيدة السبعينية لمكانها الجديد، الذي كشفت عنه وسائل إعلام مُختلفة بداية العام الحالي، واشتهرت باستضافتها قناة المحور، ببرنامج "90 دقيقة"، مع الإعلامي معتز الدمرداش.

في الدقيقة 55 من الحلقة، وعد الفنان محمد صبحي بإعطاء السيدة نصف مكتبته، في اتصال هاتفي، بعد وصفها بكلمات المدح، وأبدى مساعدة 3 حالات، قائلًا لها: "هذه السيدة مهما كانت حالتها، أو ظروف معيشتها، فهي نموذج فعلًا للعزة، والصراحة مع النفس، وبذكرها بالقول إن هناك الأحق في التبرعات لغيرها، وأنتِ جعلتيني أشعر بالخجل، لأن من زمن أطالب بالقراءة والكتابة، وهذه السيدة لها الفضل على كل من مر عليها خلال الـ7سنوات من طلاب جامعة القاهرة".

وتابع الفنان، متسائلًا: "هل رأينا أحد يعشق مصر، يدعو إلى القراءة بحق، واقفًا على رصيف أمام الجامعة، كنت أتمنى أن أكون أكرم منها فأقف موقفها، كنت أتمنى أن أصل إلى الناس لأقول لهم اقرأوا".

وعبر صبحي عن رغبته في مساعدتها بشكل غير تقليدي، متبرعًا بنصف مكتبته لها: "اسمحي لي إني أقابلك وأديكي هذه الكتب المهمة تعطيها لمن تريدي بدارسي الجامعة، وأنا أثق في أخلاقك".

وذكر طلبين من السيدة، الأول ترشيح 3 حالات ليتكفل بمساعدتهم، والثاني الحصول على رقمها من فريق إعداد البرنامج للتواصل معها.

كلمات موعودة، عاشت عليها السيدة، لتنفي لـ"هن"، مقابلتها للفنان محمد صبحي، وحصولها على أية مساعدات أو كتب، حتى جاء إليها ما يقرب من 30 حالة سمعت بمكالمته على الهواء.

وتقول: "وبقيت اعتذرلهم لدرجة أقولهم والله العظيم محمد صبحي ما جاني يردوا عليا بإني طمعت وأخدت نصيب الـ3 حالات لنفسك".

هجوم كبير تعرضت له جدة الـ6 أحفاد، ومساعدات كثيرة توقفت عنها: "أنا موجودة أكتر من 7 سنين في المكان، وبتعرض لاستغلال الناس طول الوقت، ومعنديش غير أحفادي اللي بشقى عليهم، وأنا مش بكدب على حد، وكل همي أولادي وأحفادي".

بعد أن انتقلت لمكان مرخص، بعد مقابلة اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة بمكتبه، لبناء كشك صغير: "الأول كان قسم الدقي بياخدني في قضايا تسول، ودلوقتي مرخص، واللواء مجدي عبدالعفار وزير الداخلية رفع عني الحبس".

رخصت ذلك الرصيف باسم عمرو محمد عطالله، الابن الذي تولت مسؤوليته منذ أن كان طفلًا: "عشان ده واجب أنه خدمني وكان معايا، ومرخصتهوش باسم ابني الفعلي".

من أمام كلية الآداب، جامعة القاهرة، تجد كتبها لتبيعها للطلاب: "دلوقتي في واحد تاني غريب عني، وفي ناس بتشبهني بيه، والمحافظة خلتني في المكان ده، عشان هناك مينفعش ابني كشك".

صعاب كثيرة تمر بها السيدة، قاطنة الشارع، بما تفرضه عليها بيئة المنطقة: "أنا هفضل موجودة عشان أحفادي، ودي ظروف خارجة عن إرادتي، بخضع ليها، ولكنها بتمر".

أحد الأحفاد يدرس 3 لغات؛ الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والأكبر كريم بسام حصل على المركز الأول بالجيزة بالشهادة الإعدادية، والأول محمد عيد حصل على المركز الأول بالجمهورية بالإبتدائية: "حرصت على تعليمهم والتحاقهم بالمدارس التجريبية".

إلهام أم لابنين؛ الأول توفى نتيجة إصابة مرضية، والثاني يعيش بذات السبب، الحاصل على شهادة متوسطة: "نفسي أجيب عربية لابني يشتغل عليها".

500 جنيه ثمن إيجار شقتها الشهري، بمنطقة كفر أبيض: "قانون جديد، والست صاحبة البيت كويسة وبتصبر عليا في الفلوس".

تمتلك أسرة زوجها المتوفي من المال ما يفيض ليكفي لتربية أولادها، وأحفادها، ولكن لم تتبع أهوائهم في الالتزام بالبيت والزواج من أحد الأعمام: "سلو بلدي كده، ووافقت في البداية، ولكن لقيته بيتحكم في ابني، ورفضت الزواج من وقتها، وحلفت ما حد يشاركني في تربية عيالي وأحفادي".

تفاصيل جديدة كشفت عنها خريجة المعهد الأزهري، والتي وُلدت بإحدى القرى الريفية، فمنذ انتقالها إلى محافظة القاهرة بصحبة أبويها من الشرقية، وزواجها: "كان نفسي أدرس الشريعة الإسلامية".

17عامًا منقطعة عن الاتصال مع أخواتها الـ6 حاملي مؤهل التعليم المتوسط، والتي هي أكبرهم: "عندي أخ واحد، وخمس بنات، وأنا اللي عملت الفجوة دي، عشان مش عايزة أديهم فرصة يساعدوني، وقطعت على نفسي من زمان خط الرجعة".

منذ وفاة زوجها نالت من النصائح بأن تهم على الزواج الثاني: "أبويا كان دايمًا يقول لي اعملي اللي انتى عايزاه طالما مقتنعة إنك صح".

"اللي هيديني قرش هيتحكم في حياتي وعيالي"، سطرًا، خطت عليها حروف حياتها في تربية أولادها، وأحفادها، متخذة الرصيف مكانًا آمن لها، متمنية أن تعيش للحظة تخرج أحفادها في جامعة القاهرة التي قضت حياتها مجاورة لها.

ما بين الكتب التي تبيعها، بأسعار مختلفة الـ15، 20، 30 جنيه، يبقى كتاب باسم "الكنز"، الأحب على قلبها، وقراءتها السبع آيات المنجيات: "الآيات دي عايشة عليها وهي اللي بتفك الضيق وبتحفظني أنا وعيالي".