رغم تعرضها لانتقادات من البعض كونها تعيش بمجتمع يغلب عليه طابع التحفظ، إلا أنها أثبتت أن الإنشاد لا يقتصر على الرجال فقط، وواصلت مسيرتها بالإنشاد دون الالتفاف إلى انتقادات الغير، ليزيد طموحها وتصبح منشدة على مستوى العرب، غير مقتصرة على حدود بلادها فقط.

فاطمة فيصل، صاحبة الـ20 عاما، تقطن مع أسرتها بمحافظة كربلاء، إحدى المحافظات العراقية، وهي تنتمي لأسرة فنية فوالدتها الإعلامية وداد هاشم واحدة من أكبر الإعلاميات العراقيات، حيث تقوم بإعداد وتقديم البرامج، إلى جانب  الإنشاد عن أشقائها الصبيان التي تتوسطهم.

اكتشفت موهبتها وحبها للإنشاد حينما كانت بالصف الثاني الإبتدائي، فكانت تهوى سماع أنشودات الأطفال، وأول أنشودة ألقتها هو النشيد الديني "يا طيبة يا دوا العيانا"، ومن هنا جاءت انطلاقتها والكشف عن موهبتها بالإنشاد.

وذكرت أثناء حديثها لـ"هُن"، أن لعائلتها الجانب الأكبر في إظهار موهبتها للجميع، فقالت:"عائلتي كان لها عامل مساعد في تحفيزي ومشاركتي جميع أحلامي وطموحاتي فلم يبخل أشقائي من إعطائي النصائح وتعليمي الإنشاد، إلى جانب خبرتهم الكبيرة بهذا المجال، وكذلك أساتذتي ومعلميني كانوا يدعماني كثيرا ويقدموا لي كل سُبل العطاء ويطلعاني على الكثير من المنشدين، إيمانا منهم بموهبتي وحبهم الشديد لصوتي".

وتابعت فاطمة: "لم يقف الدعم على معلميني وعائلتي فقط، بل امتد ليصل إلى زملائي وأصدقائي فكانوا دائمين الطلب لأقوم بإنشاد لهم إحدى الأنشودات وحينها أرى بأعينهم الفرحة والدعم إيمانا بموهبتي وصوتي العذب على حد وصفهم". 

شاركت فاطمة بعدة مسابقات داخل المدرسة وخارجها حتى على مستوى المحافظات، وحصلت على المركز الأول بالأنشودة وبالابتهالات على مستوى محافظات العراق، فحينما كانت بالمرحلة الابتدائية قدمت إحدى المهرجانات كعريفة للحفل ومقدمة برامج.

وتابعت: "شاركت بمسابقات مدرسية وأوبريتات وأنشودات وابتهالات دينية على مستوى العراق، فكنت أحصل على المركز الأول على المحافظات كل عام".  

لم تقف موهبة فاطمة على الإنشاد فقط بل امتد لإجادتها التمثيل أيضا، وقامت بالانضمام لفرقة مسرحية، وشاركت بمسرحية "شرف الأرض"، إخراج علي الشيباني، فحصدت المركز الأول من ناحية الأداء والتمثيل. 

وسجلت عده قصائد في القنوات التليفزيونية منها قناه كربلاء والآباء، وعدة إذاعات منها "الكفيل" وغيرها، إلى جانب المشاركة بالإعلانات التليفزيونية، وتسجيل المسلسلات.

وذكرت أنها أرادت أن تكون متميزة ومنفردة عن غيرها فقالت: "رأيت شيء نادر عندنا بالعراق أن أكثر الفتيات ذات الأصوات الجميلة مطربات، فاختارت شيئا يميزني عن البقية وأقدر أوصل من خلاله أشياء هادفة تعبر عن المجتمع والوطن".

وسجلت فاطمة قصائد خاصة بها باسم الكربلائي وأضافت أن: "قصيدة أوراق الخريف لها طابع خاص فهي من أكثر القصائد التي استمتعت بأنشودتها لما تفضي عليه من إحساس يجعلها بقمة السعادة حينما تؤديه".