رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أول حكم محجبة بـ"كرة السلة" لـ"الوطن": "طريقي لسه طويل.. وحلمي أحكِّم للرجالة"

كتب: يسرا محمود -

05:17 ص | السبت 04 أغسطس 2018

سارة جمال

بأزياء رياضية فضفاضة وغطاء رأس يخفي شعرها، تركض سارة جمال بصفارة سوداء، لرصد أخطاء اللاعبات، وإعلان إحراز الأهداف بمباريات كرة السلة، كأول حكم دولي محجبة في تاريخ اللعبة الجماعية.

"بحلم بالوصول للعالمية، من أول ما بدأت تحكيم وعمري 15 سنة".. كلمات معدودة لخصت الحلم الرياضي لصاحبة الـ29 عامًا، الذي حولته لواقع وحدث تاريخي، راويةً لـ"الوطن"، أن علاقتها بـ"الكرة البرتقالية" توطدت منذ إتمامها الـ5 أعوام، كلاعبة بنادي سموحة السكندري، على خطى شقيقتها الكبرى وبعض أفراد عائلتها، وارثة منهم الشغف بـ"كرة السلة"، لتشغلها القواعد المنظمة للعبة، وتحركات الحكام في الملعب، ناقمة على نُدرة إسناد مهمة التحكيم للعناصر النسائية.

خطوات فعلية اتخذتها "سارة" في 2004 تجاه هدفها، بالانضمام لدورة تدربيبة مدرتها 10 أيام، تابعة للجنة حكام كرة السلة بمحافظة الإسكندرية، بهدف دراسة القوانين والضوابط الرياضية للعبتها المفضلة، خاضعة لاختبارات نظرية وعملية مُؤهلة للتحكيم في المبارات، لتلامس قدميها أرض الملعب كـ"حكم" في مبارات محلية في العام نفسه، بالتزامن مع مشاركتها كلاعبة مع الفريق، مقررة التفرغ لـ"هدفها الدولي"، واعتزال ممارسة اللعبة كرياضية في 2012.

كل عامين، تجري لجنة حكام الإسكندرية اختبارات قدرات لـ"الحكم الشابة" وزملائها بالمجال، بهدف التأكد من علمهم بالتعديلات الجديدة للقوانين والقواعد المتجددة باستمرار، وسط إثباتها جدراتها بشارة التحكيم، ما شجع الاتحاد المصري لترشيحها لتحكيم البطولة العربية لكرة السلة في الإمارات في 2016، لتصطدم باللوائح الدولية التي كانت تمنع من ارتداء "الحجاب" داخل الملعب أثناء اللعب أو التحكيم وقتها.

مفاوضات جدية أجرها الكابتن أحمد الفلكي رئيس لجنة الحكام مع الاتحاد الدولي لكرة السلة، للموافقة على تحكيمها بغطاء الرأس، انتهت بالموافقة قبل يومين من البطولة، وسط ترقب لأداء وسلوكيات "المحجبة المصرية"، "كنت مركزة جدًا جوه الملعب، وواخده بالي من تعاملاتي ومظهري، علشان أثبت إن الطرحة مش هتأثر بالسلب على حاجة".

إعجاب الاتحاد الدولي بـ"ابنة الإسكندرية"، أهلها لتحكيم بطولتين إقليميتين، لتستمر في إبهار متابعيها بمهاراتها التحكيمية، ما أهلها للمشاركة في تحكيم كأس العالم لكرة السلة المنعقدة شهر يوليو الماضي بروسيا، كأول محجبة تشارك في تاريخ الفعالية الرياضية الدولية.

التفرد في التحكيم بزي محتشم، لم يكن الإنجاز الوحيد للعشرينية، مؤكدة أن معرفتها بالتقنيات الحديثة في التحكيم باحترافية، واكتسابها صداقات من مختلف دول العالم، أثرى ثقافتها وخبرتها العلمية والحياتية.

احتفاء كبير لاقته "الحكم الدولي" من أهلها ومدربيها الفخورين بإنجازها، معربين عن سعادتهم بعبارات مدح، أجملها جملتي "أنتي مثل أعلى لبنات كتير" و"نفسي ولادي يكونوا زيك" المحفزتين لها على تحقيق المزيد من التميز، بجانب الالتزام بعملها كمهندسة مدنية في إحدى شركات المقاولات، مختتمة حديثها: "لسه طريقي طويل، وبسعى للتحكيم في الأولمبياد، وماتشات اللاعبين الرجالة كمان".