رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ماذا فعلت الفتيات بالقهوة البلدي؟.. "الشاي بقى فتلة والماية معدنية"

كتب: روان مسعد -

06:20 م | الجمعة 03 أغسطس 2018

صورة أرشيفية

طلبن المساواة في كل شيء، فإذ بهن تتوغلن داخل المجتمع الذكوري دون شعور بأي تطفل، فربما تصادف فتاة على "القهوة البلدي" الموجودة في تقاطع شارعي التحرير وسليمان جوهر في الدقي، وربما هي جالسة واضعة ساقا فوق أخرى بالسيدة زينب، وقصر العيني، والجمالية، والمطرية، بعد اقتحام الفتيات مقاهي وسط البلد وسيطرتهن عليها أصبح المشهد مألوفًا، فبدأن في ارتياد المقاهي الشعبية وحتى الموجودة في المناطق الفقيرة.

يتطلب عمل منة محمود، أحيانًا النزول للشارع لتسويق عقارات لدى شركات استثمارية أكبر، لذلك تستريح في طريقها ذهابًا وإيابًا على المقاهي التي تصادفها في طريقها، ولا تجد عيبا في الجلوس والتعامل مع كل طبقات المجتمع كما تسميها، "خلاص إحنا مبقناش عايشين زي زمان"، تصادف منة نظرات ترى أنها تطرح تساؤلات في غير محلها مثل "انتي ايه اللي جابك هنا"، وهو أمر لا يعني غيرها، فلا شيء يضاهي كوبًا من القهوة مع زجاجة مياه معدنية منتصف يوم عمل حار.

تختلف أسباب جلوس "علا علي" على مقاهي شعبية، عن سابقتها، فهي لا تجد حرجًا من ارتيادها دون سبب مع أصدقائها في إمبابة والإسكندرية والمنشية، أما في الطالبية-هرم فهي تجلس بمفردها "أحسن من 100 كافيه والله"، ومن مميزات المقاهي الشعبية بالنسبة للفتاة العشرينية، "ممكن تجيبي أكلك وتقعدي تاكليه محدش هيقولك لأ زي الكافيهات"، وتتنوع طلبات علا التي تدرس علم الاجتماع في جامعة عين شمس، بين القهوة والليمون والشاي، ورغم أنها لاتدخن الشيشة إلا أنها لا ترى عيبًا لدى الفتيات اللاتي تدخنها.

- مريم: رغم الـ"غمز واللمز" المهم شربت السحلب

كانت أول تجارب مريم محمد، مع القهوة حينما ذهبت بصحبة أبيها، منذ فترة طويلة، لكنها شعرت حينها بأنها كائن فضائي، الجميع ينظرون إليها باستغراب، كيف لفتاة أن تجلس هكذا على مقهى شعبي وسط الرجال، ولم تسلم الفتاة من نظرات "القهوجي" الذي "غمز ولمز"، ما جعلها تشعر بالكسوف والحرج، لكنها على كل حال شربت "السحلب" المشروب الشعبي ورحلت.

- قهوجي:البنت بتبقى في حمايتي

بدأت الفتيات في ارتياد المقاهي الشعبية في وسط البلد بالتزامن مع ثورة 25 يناير، ثم بدأ المد للمقاهي البلدي في المناطق الشعبية والبعيدة عن وسط البلد، وفق رؤية محمد علاء، الذي يعمل قهوجي في منطقة الدقي منذ ما يقرب من 10 سنوات، ويستقبل فتيات بشكل دوري، لكن وجودهن في قهوته خصوصًا وأنها متطرفة وداخل شارع ضيق معروف في المنطقة حسب وصفه، يتطلب منه عمل إضافي، "مينفعش حد يجي يبص لبنت أو يضايقها وأنا موجود، البنت بتبقى في حمايتي".

"البنات بردو مش مريحين في طلباتهم زي الولاد"، فهذه لا تريد المياه من الحنفية وتطلب مياه معندية، وتلك لا تريد "شاي كشري"، معظم الفتيات يطلبونه "على ماية بيضا، أو فتلة سكر برا"، وهي أمورة تخالف عادة قواعد المقاهي الشعبية في بساطتها، "البنات بردو ممكن يطلبوا الحاجة مليون مرة، عصير لا سحلب لا عناب، بس عادي ينوروا".

- أحمد محمد: بيقولوا على "الأوف سايد" جول

ربما تواجد الفتيات في المقاهي "خير" بالنسبة لصاحب المقهى، ولكن أحمد محمد، محاسب ويرتاد المقاهي باستمرار، يرى أنه تدخل في المساحات الذكورية بالمجتمع، فهو لا يرغب حقا في رؤية فتاة بجانبه على القهوة، وخصوصًا أوقات الماتشات حينها يريد أن تنشق الأرض وتبلع هؤلاء "المتطفلات"، يقول أحمد، "حاجة بتبقى متعبة للأعصاب، الأوف سايد بيقولوا عليه جول، وبيسألوا اللاعيبة بتجري ليه"، بالنسبة له الحماس وقتها يكون على أشده وأي تعليق من فتاة يثير أعصابه، "طبعا ده غير انهم محسوكين في كل طلباتهم، وبيطلعوا عين الراجل القهوجي".