رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

6 شقيقات يؤسسن جمعية «ساهلي» لوضع حد لدفع مهر الرجال بالهند

كتب: غادة شعبان -

02:10 م | الثلاثاء 24 يوليو 2018

شن حملة ضد دفع النساء مهر الرجال بالهند

لا تزال عادة تقديم أهل العروس للمهر قبل الزواج منتشرة في الهند على الرّغم من حظرها رسمياً عام 1961، وهو لايزال شائعاً بين الهندوس، ويعود أصل دفع عائلة العروس للمهر في الهند كهدية زفاف (إما نقداً أو منقولات) إلى الطبقات العليا من المجتمع الهندوسي، حيث تدفعه عائلة العروس إلى أهل الزوج.

ويثير التقليد العديد من ردود الأفعال المتناقضة، حيث أقدم بعض الفتيات على الانتحار بعد تعرضهن لضغوط نفسية كبيرة إثر مطالبتهن بسداد المهور، بينما تعرّضت أخريات للقتل عل يد أزواجهن أو عائلات أزواجهن للسبب ذاته، وأظهر «سجل الجرائم الهندي» أن نحو 9000 حالة وفاة تحدث سنوياً في مختلف أنحاء البلاد بسبب عجز الفتيات عن الوفاء بالمهور ، وبات المهر أشبه بالسرطان الذي يدمر مؤسسة الزواج، بحسب ماذكر في world new.

وتسببت عادة دفع النساء للمهور،على عكس ما توجبه الشريعة الإسلامية إلى حدوث انقسامات خطيرة داخل المجتمع المسلم في الهند، على الرغم من تحريم العلماء المسلمين الهنود والقانون الهندي لذلك، 

وأخذت تلك الممارسات تشهد ارتفاعاً متزايداً بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى أيضاً، وكما هو معروف، فإن الإسلام يقضي بأن يدفع الرجل المهر للعروس، ويلزم الرجل بأن يدفع للمرأة المهر، ما لم تتنازل المرأة عن ذلك رغبة منها.

وعلى هذا الأساس شنت حملة تغيير اجتماعية صامتة داخل أوساط مسلمي الهند للمطالبة بإلغاء عادة المهور التي يتعيّن على أهل الفتاة تقديمها للرجل على غير المتبع في باقي أنحاء العالم، ولمحاربة ذلك التقليد الاجتماعي الموروث.

وانضم العديد من العائلات الهندية المسلمة إلى المنصات العامة المطالبة بمقاطعة زواج المهور والدّعوة إلى ذلك من خلال الدروس والمواعظ الدينية في المساجد والأفلام القصيرة، فيما يشبه ثورة صامتة.

وشنت 6 شقيقات من منطقة "ملافيا ناغار" حملة ضد عادة المهور، فأسسّن جمعية حملت اسم "ساهلي"، وتعني الشقيقات، ضمّت ضحايا المهور وطالبت القضاة الشرعيين بوضع حد لتلك العادة الموروثة.

وبدأت القصة عندما عادت العروس "شابانا خان"، البالغة من العمر 29 سنة، الشقيقة الكبرى لخمس أخوات إلى بيت أبويها بعد تعرّضها للضرب والإهانة من عائلة زوجها لعدم سداد عائلتها المهر.

وتبنّت الشقيقات الخمس قضية الأخت الكبرى بإعلان إضرابهن عن الزّواج ما دام استمر ذلك التقليد سائداً، وفي هذا الصدد، قالت شاهين إحدى أنشط عضوات المجموعة:" «لا الإسلام ولا قوانين البلاد تسمح بالمهر (الذي تقدمه المرأة للرجل في الهند) وعلى الرّغم من ذلك لا يزال المهر يُدفع على مرأى ومسمع من الجميع،  وذهبنا إلى القضاة الشّرعيين وطلبنا منهم عدم توثيق أي عقد زواج تدفع فيه المرأة المهر للرجل في الحقيقة، يجب مقاطعة كل من يطالب بمهر، لأنّ هذا يتنافى مع تعاليم الإسلام.

ومن جانبه، شهد إقليم كشمير الأسبوع الماضي، أكبر حفل زفاف جماعي ضم 105 عرائس بمهور مخفضة، في حدث يعدّ الأول من نوعه في المجتمع الكشميري، المعروف بتنظيمه لحفلات الزفاف الجماعية. وعلى الرّغم من ذلك فقد شهدت كشمير 17 حالة انتحار لفتيات حديثات الزّواج بسبب المهور خلال السنوات الأربع الماضية، حسب بيانات الحكومة.

وزعمت جماعة أطلقت على نفسها اسم «حملة الخمسين مليون مفقودة»، أنّ قضية المهر في الهند باتت السبب الأول لجرائم مثل الابتزاز والتعذيب والعنف وقتل النساء.

وفي توقيت متزامن، شنّ الدّاعية الإسلامي "حاجي ممتاز"، حملة بولاية جهار خاند في شرق الهند، دعا خلالها المسلمين في الرّيف لنبذ التقليد الموروث الذي يفرض فيه المجتمع على المرأة تقديم مهر للرجل قبل الزواج، وشكّل تحالفاً ضمّ عدداً من قادة الفكر الإسلامي والأئمة والمدرسين وحتى القضاة الشّرعيين للدعوة إلى نبذ تقليد المهر المقيت، وجاء النجاح مذهلاً.

ومنذ أن بدأت الحملة في أبريل 2016، ردّ العديد من العائلات المهور لعائلات العروس، ووصل الإجمالي نحو 150,000 دولار أمريكي.

وكان من ضمن هؤلاء سالم الأنصاري الذي قال في مكالمة هاتفية:"أشعر بالفخر أن أعلن أنّني قد أعدت المال الذي تلقيته من أهل العروس، ما فعلته في السابق كان خطأ، ولكي أصحّح هذا الوضع كان عليّ أن أرد المال إلى أصحابه، ولن أطالب أو أقدم مهراً في المستقبل".