رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أطفال الكيرلي".. لماذا ترفض الجدات هذه القصّة وتشجعها الأمهات؟

كتب: ماريان سعيد -

03:30 م | الجمعة 20 يوليو 2018

"الشعر الناعم" أحد أهم مقاييس الجمال المتوارثة من الثقافة العربية، الجدات يبذلن أقصى جهودهن لفرد شعور بناتهن حتى ذوات الطبيعة المجعدة أو المتموجة ليحصلن على شعر أملس، فضلا عما ينفق على مستحضرات تنعيم وفرد الشعر التي تصل إلى الإضرار به للوصل إلى الجمال من وجهة نظرهن، غافلات عن طبيعة الشعر في دولة متوسطية كمصر تتميز بناتها بشعور سوداء أو بنية متموجة أو جعداء، بحسب الفصيلة القوقازية.

تقول "روحية"، 56 عاما: "عمر ما كان شعرنا سايح زي الأجانب بس بالاهتمام والتمشيط الشعر بيفرد وبيطول، إحنا اتربينا على الضفاير ومكناش بنشوف بنت شعرها منكوش، في إشارة للكيرلي، دلوقتي بقيتوا بتتباهوا بيه معرفش ليه".

وتوضح "روحية" أنها ترفض تماما ترك شعر حفيدها مموجا خصوصا بعد تقدم العلم في مجال التجميل ووجود حلول للشعر المموج والأجعد كـ"البروتين والكرياتين"، تضيف: "قولت لأمها شوفي اللي عيزاه من شامبو وكريم وأنا اجيبهولها بس متسبيشش شعرها كدا، ومستنين تكبر شوية بس وهنعمل لها (بروتين)".

وذكر تقرير صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في يناير الماضي، أن واردات مصر من "شامبو العناية بالشعر" بلغت 7.965 مليون دولار، فيما بلغت واردات مصر من مستحضرات تجعيد الشعر أو تمليسه بصورة دائمة مهيأة للبيع بالتجزئة نحو 320.376 ألف دولار.

وتقول نجوان السبيعي، إنها لم تكن على دراية بكيفية التعامل مع شعر ابنتها تاليا "5 سنوات"، فكانت دائما تستخدم رابطة الشعر للسيطرة عليه، تقول: "كنت بزعل أوي لما تقولي عايزة اسبيه سايب وأنا أرفض لأنه دايما هايش"، حتى دخلت أحد المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وفي البداية كان الأمر صعبا لكن تابعت وبدأت أفهم أساليب العناية بالشعر المموج، وقررنا البدء.

وانتشرت مؤخرا مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي للاهتمام بالشعر "المتموج والأجعد"، تجتمع فيها فتيات الكيرلي لتبادل الخبرات والنصائح للاهتمام بشعورهن وتقبل طبيعتها.

تشير نجوان إلى أنها لا تزال تواجه صعوبة في التعامل مع ثقافة المجتمع المترسخة حيال مقاييس الجمال المتعلقة بطبيعة الشعر، تقول: "أمي لم تكن متحمسة لترك شعري على طبيعته، لكني حاولت إقناعها وهي الآن تعزز ثقتها في نفسها بالتعليقات الإيجابية"، وأيضا ففي بعض الأوقات تتعرض لتعليقات سخيفة، لكنها تؤكد أنها تحاول دائما تعزيز ثقة ابنتها في نفسها وتعليمها ثقافة الاختلاف".

وفي نفس الوقت تؤكد أن هناك تعليقات إيجابية كثيرة، "في بنات بتوقفنا ويقولوها حلو وعملاه كده إزاي، وتعليقات مدرسيها وأمهات أصحابها الإيجابية دائما".

أما نور قررت تقبل طبيعة شعر ابنتها "أسيل" (5 سنوات) المتموج، بعد أن كانت تقصره باستمرار، حيث بدأت الاهتمام بشعر ابنتها وتركه "كيرلي" منذ ثلاثة أشهر، تقول: "مكنتش متخيلة بصراحة أنه هيعجب كل الناس دي، أنا كنت بقصه على طول وساعات بسيبه كيرلي فيه صور وهو متساب وهي صغيرة، بس مكنش بيبقى مظبوط، لكن مبدأتش كيرلي بجد غير من 3 شهور".

وتضيف أنها سعيدة بتعامل ابنتها مع شعرها، تصفها: "تقعد تلف بيه وتقولي أنا بحب شعري"، مشيرة إلى أنها تتعرض أيضا للكثير من المضايقات لكنها لم تكن تستوعب لصغر سنها، أيضا هي تملك ثقة عالية في نفسها".

وفي عام 2001 خرج كتاب تحت عنوان "Curly Girl Method" للأمريكية "Lorraine Massey" للعناية بالشعر المتموج والأجعد والحفاظ على طبيعته، ليبدأ العالم يضع تعريفات جديدة للجمال قائمة على الاختلاف.

والآن ومع انفتاح العالم العربي تترجم هذه المقالات والكتب الخاصة بطبيعة الشعر المتموج والأجعد، حتى أن هناك مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تسعى للاهتمام بطبيعة الشعر بالمواد الطبيعية للحفاظ عليه من مستحضرات الفرد والتنعيم.