في هدوء الليل وعلى أنغام "الجاز والسيمفونيات" والموسيقى الشرقية الكلاسيكية، تعكف ريم محمد دعبس، "فتاة المنصورة المبدعة"، بريشتها وألوانها على تجسيد مشاعرها وأحاسيسها على لوحات الرسم الفارغة، تستلهم من حياتها وتجاربها السابقة لوحات تصف فيها "قوة المرأة في أجساد عارية".

تأثُر ريم ذات الـ23 ربيعا، بالمشاكل التي تواجهها المرأة يوميًا، جعلها تلتحق بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي، تتخذ من رسم أجساد المرأة العارية طريقًا تغير به النظرة السائدة عن المرأة، وتغير أيضًا قاعدة الرسم التقليدية ووجهت اهتماماتها إلى كسر قوالب التفكير السائدة لدى كثيرين، بأن "جسم المرأة عورة وعيب".

موهبة ميزت ريم منذ الصغر، واهتمام دائم بالموضة، جعلها تصر على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة حتى تمكنت من تحقيق حلمها، انشغلت بالمشاريع في الكلية حتى سلكت طريقها في التخصص برسم الجسد العاري.

"من بداية سنة ثالثة من أول ما سابونا نتعامل بحرية في مشاريعنا بعيدًا عن الطبيعة الصامتة ورسم البورتريهات، بدأت اشتغل الصور الزيتية العارية طول الوقت، بحثت أكثر في كيفية رسم الجسم وتشريحه، فالصعوبة التي واجهتها في رسمه زاد من تعلقي بها"، نظرا لما رأت فيه من صدق التعبير والمشاعر، فالجسد خير معبر عن الآلم، الفرح والحزن، علامات الكِبر والولادة التي تظهر بجسد الأنثى.

من ضمن أعمالها الفنية التي جعلتها تحدد طريقتها في الرسم العاري، لوحة تعاملت معها بحرية تامة، تقول: "بدأت أرمي ألوان براحتي في كل مكان وأعيش في كل حالة لونية فيها، كان كل جزء فيها ليه علاقة بذكرياتي"، استكملت رسم الشخصيات بحرية مطلقة وعقب انتهائها، فوجئت ريم بالنتيجة، إذ وجدت ما يتحدث عنها وعن مشاعرها والظروف التي مرت بها، ما جعل شعورا بالفخر يتملكها، ويدفعها لاستكمال أعمالها.

عمل آخر رسمته ريم بريشتها الفنية اتخذ الطابع الحزين، إذ رسمت أجساد نسائية متزينة باللون الأزرق، وكانت هذه فرصة لتطور من نفسها في استخدام هذا اللون، حتى وصلت بمجهوداتها للوحة مشروع التخرج، التي تميزت بمزج الألوان في منطلق واحد، "أظهرت به تقنية جديدة للتعبير".

ورغم تحفظ البعض على أعمالها في الكلية، إلا أنها أصرت على استكمال طريقها، معتبرة أن الكلية منحتهم مطلق الحرية لاختيار مواضيعهم دون قيود.

حلم ريم استكمال دراستها بالخارج وإقامة معارض لعرض لوحاتها وبيعها، بالإضافة إلى خوض تجربة تصميم الأزياء التي تشغل اهتمامها منذ الصغر، هو كل ما يشغلها في الفترة المقبلة، لاستكمال فكرتها التي بدأت في تنفيذها.