رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"فن أم إباحية؟".. جسد المرأة العاري في اللوحات الفنية

كتب: بسمة مجدي -

08:46 م | الإثنين 09 يوليو 2018

جسد المرأة العاري في اللوحات الفنية بين الإشادة والتحريم

لطالما كان العُري عنصرًا مفضلًا في العصور القديمة للفنانين في لوحاتهم ومنحوتاتهم وتصويرهم خاصة الفن اليوناني القديم، فقد كان جسم الرجل أكثر المواضيع شيوعًا، واليوم تحول جسد المرأة العاري إلى واحد من المواضيع الأولى التي يرسمها الفنانون.

بدأت ممارسة هذا الفن بتصوير الآلهة في اللوحات القديمة، وبما أنهم كانوا آلهة لم يرتدوا ملابس أو كانوا يرتدون ملابس صغيرة وهذا من الطبيعي أن يُرسموا على هذا النحو، مثل لوحة "مولد فينوس" تحكي عن أفروديت (إله الحب والجمال) في الأساطير اليونانية تبدو عارية لإظهار جمال مفاتنها.

اعتبرت بعض الأعمال الفنية القديمة العارية غير صالحة لعرضها من قبل الجمهور في القرن التاسع عشر، مثالًا على ذلك لوحة "الماجا العارية" التي وصفت امرأة عارية ممددة على السرير ومُنعت بأمر الكنيسة الكاثوليكية.

بين محب ورافض للتجسيد العاري للمرأة في اللوحات الفنية، تحدث "هن" مع بعض الشباب حول الأمر، وحصل على توضيح من فنان تشكيلي لأسباب رسم الأجساد العارية، نافيًا أي تدخل للإباحية في هذا النوع من الفن.

يقول عمر مجدي، البالغ من العمر 22 عامًا، إن الفن في العموم يمكن أن يسير في الاتجاهين -محافظ أو إباحي-، فطالما لا يتضمن مشاعر شهوانية مثيرة، فإنه يندرج تحت اسم الفن، وأن البعض لا يتقبل هذا النوع من الفن في مصر بسبب اختلاف الثقافة، رغم أنه معترف به في جميع الأوساط الفنية.

وترى إسراء محمد، 24 عامًا، أنه "لا يوجد ما يخجل في جسد المرأة وأن الفن انعكاس للواقع، فلا يمكننا التعبير عن دواخل المرأة مع غض الطرف عن جزء أصيل منها وهو جسدها، أما بالنسبة للوحات فبعضها يحمل مضمونًا يستوجب إظهار جسدها بغرض توضيح فكرة معينة، فيما يستخدم بعض الفنانين العُري في لوحات تفتقد المضمون وهو ما لا أراه فنًا هادفًا".

وتشير سهير عبدالله، طبيبة النساء والتوليد، 47 عامًا إلى أنها لا تؤمن بالفن العاري، موضحة أنه "يمكن للفنانين التعبير بحرية عن وجهات نظرهم ورؤيتهم الفنية دون اللجوء للعُري، إذ يجب على الفنانين الالتزام بالعادات والتقاليد المجتمعية والقواعد الدينية التي تفترض أن جسد المرأة عورة".

وتقول ريم محمد، خريجة فنون جميلة ٢٣ عامًا: "أسلوب العُري هو أشبه للتعبير الجسدي بيوصل مشاعر وأحاسيس في المطلق، فبالحركة والألوان بنبين إن الجسم بيتأثر بالتفاعلات الشعورية واللاشعورية اللي بتحصل جوة الإنسان زي الفرح، الحزن، المرض، القمع، الحرية، الحياة عامًة، كل ده مش بيبان في اللبس".

وتضيف: "كل فنان يختار موضوع رسمه فهناك البعض يصورون أنواع تفصيلية وتشريحية للجسد تظهر جماله، فإما تكون ذات موضوع كقمع المجتمع للمرأة ورسمها منطلقة بشكل معبر جمالي، أو تكون بلا موضوع الغرض منه إظهار جماليات فقط".

ويوضح أحمد الجنايني، الفنان التشكيلي، أن هذا الفن موجود منذ بدء الخليقة وظهور الفنون، فهناك رؤى فنية يمكن التعبير عنها بعيدًا عن الشهوانية، معتبرًا أن من يصف هذا الفن بالإباحية "جاهلًا" بمفهوم الفن.

ويرى "الجنايني" أن الفن يشبه اللغة، فمن يستخدم اللغة بشكل شهواني ستوحي بالإباحية، مبينًا أن ثقافة التلقي تعتمد على ما يسكن الأفراد من معتقدات وأفكار، فاستخدام العناصر، لإبراز قيم جمالية ومعاني إنسانية لا يمكن أن يكون حرامًا، موكدًا أنه لا يجب أن نأخذ الأمور بسطحية فكل شيء وما يحمله من معاني.

 

الكلمات الدالة