إجراءات صارمة اتخذتها الحكومة الفليبينية لمكافحة العنف ضد رعاياها في الكويت، بعد حوادث عديدة تسببت في مصرع خادمات، كانت أخرهن مقتل سيدة ووضع جثتها في "الفريزر"، الأمر الذي تسبب في موجة غضب شديدة عبرّ عنها رئيس الفيليبين، رودريجو دوتيرتي، خلال خطابه، أمس، الذي طالب فيه شركات الطيران التابعة لحكومته بإجلاء مواطنيها الراغبين في العودة إلى بلادهم خلال 72 ساعة، احتجاجا على ما وصفه بـ"التعامل غير الإنساني" مع الفلبينيين.

كانت الأزمة اشتعلت عقب عرض الرئيس رودريجو دوتيرتي خلال بث مباشر لخطاب تلفزيوني صورا للجثة التي عثر عليها في مجمد في شقة مهجورة بالكويت وناشد دول الخليج معاملة أبناء بلاده بكرامة، حسبما ذكرت "رويترز"، وقال دوتيرتى: "أناشدك وأوجه نداء لكل العرب، الفلبينى ليس عبدا لأحد في أي مكان وفى كل مكان، لا تعيدوا إلينا عاملا أسيئت معاملته ولا جثة مشوهة".

وقال دوتيرتى، إن تعليق إيفاد العمالة للكويت، الذى أعلنه الشهر الماضي بعد سلسلة من وقائع أدت لوفاة عمال فلبينيين، سيستمر إلى أجل غير مسمى، موجهًا تحذيرا باتخاذ "إجراءات صارمة" لمنع مزيد من الوفيات لكنه لم يحددها.

فيما كانت الكويت شددت سابقًا على أنها لا تزال تنتظر تفاصيل عن حالات الوفاة والاغتصاب التي تحدّث عنها الرئيس الفلبيني "رودريجو دوتيرتي".

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله: "سبق أن عبّرنا عن أسفنا واستغرابنا"، حسبما ذكرت صحيفة سبق السعودية، أضاف خالد الجار الله: "الآن أسفنا واستغرابنا يتضاعف عندما نسمع مثل هذه التصريحات على لسان رئيس الفلبين؛ خصوصاً أننا قد أوضحنا للمسؤولين الفلبينيين موقفنا حيال ما ذكره من حالات، وطلبنا منهم تحديد الحالات التي أشاروا لها؛ ولكن لم تصل لنا أي تفاصيل".

وتابع "الجار الله": "لدينا قانون للعمالة المنزلية، وهو قانون متكامل وأشادت به الأوساط الدولية، وهذه العمالة محلّ تقدير وترحيب، وهي تحظى بكل عناية واهتمام"، وأردف: "نؤكد أن أمامنا القانون، وهو الذي يحكم تواجدهم وعملهم".

وكانت الكويت قد استدعت، الأحد الماضي، سفير الفلبين لديها، وطلبت منه توضيح.

جاء ذلك على خلفية تعليق قضية العثور على خادمة فليبينية داخل  مبرد ثلاجة في شقة مهجورة بمنطقة السالمية بالكويت، أرسلت الفلبين مذكرة شفوية إلى وزارة الخارجية الكويتية، لتأكيد ما إذا كانت الجثة الموجودة لخادمة فلبينية، في حين ذكرت وسائل إعلام فلبينية أن الجثة تعود حقاً لخادمة فلبينية تدعى جوانا دانييلا ديمابيليس.

جدير بالذكر أن نحو 250 ألف فيليبيني يعملوا في الكويت، معظمهم في العمالة المنزلية، وسط تقارير عن إساءة معاملتهن واستغلالهن.