رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

القصة الكاملة لتخريب "عين الفوارة" بالجزائر.. "الداعشي ينتقم من المرأة ولو في جسد حجر"

كتب: نرمين عصام الدين -

05:18 ص | الثلاثاء 19 ديسمبر 2017

صورة الواقعة

فوجئ أهالي مدينة سطيف بالجزائر، أمس، بقيام شاب ملتحٍ، ممسكا بآلة حادة، بتخريب تمثال "عين الفوارة" بالوجه ومنطقة الصدر، حتى تمكنت الشرطة الجزائرية من اقتياده.

من جانبها تقول ريم كلواز، مهندسة معمارية، وعضو برنامج "تراث" لحماية وتثمين التراث، الممول من طرف الاتحاد الأوروبي لـ2017، إن التمثال معروف في الجزائر بأسطورة متداولة، حيث إن من يشرب من الفوارة (المنبع) سيعود إليه.

وتوضح أن مدينة سطيف معروفة بهذا المعلم منذ الفترة الاستعمارية قد أقامه حاكم فرنسي، بغرض التشويش على المصلين التابعين للجامع المجاور له "المسجد العتيق" إبان حكمه للمنطقة لإزعاج المصلين الذين كانوا يتوضؤون في المنبع المائي.

التمثال يجسد امرأة عارية لكن ذلك لم يزعج سكان المدينة ولا الزائرين بالعكس، من الناس يأخذون صورا تذكارية بجانب التمثال حتى أصبحت المدينة تسمى مدينة "عين الفوارة"، لاشتعال الاهتمام به والنظر إليه.

وتقول كلواز، لـ"هن"، إن التمثال غير متوقع الاعتداء عليه بهذا الشكل، موضحة أن جماعات متشددة وراء ذلك: "الداعشي ينتقم من المرأة ولو في جسد حجر"، ليس انتقاما ولكنه سعيا للتخلص مما يعتبرونه من مخلفات الاستعمار، ولكنه في الحقيقة جزء من تاريخ الوطن.

وتوضح: "لا اعتقد أن تمثالا حجريا يمكن أن يثيرا إنسانا عاقلا"، متابعة أنه يوجد تمثال آخر لامرأة في مدينة معسكر غرب الجزائر، لكنها ليست عارية تماما ولم يمسه عنف أو عمليات تخريب، بعكس "عين الفوارة"، وهناك تماثيل مشابهة تمتلكها عائلات بمنزلها.

وتقول قمير طالبي، إحدى قاطنات المدينة، وشاهدة عيان، إن أهالي المنطقة تفاجئوا بهذا الشخص غير المعروف هويته، وأمسكوا به، متابعة: "لو طال الوقت لخرب كل المنحوتة لكنهم سارعوا الأهالي إلى إنزاله بعد رشقه بالحجارة من طرف بعض المواطنين المستنكرين والغاضبين من تصرفه".

وتضيف أن ذلك الاعتداء ليس الأول، وإنه تعرض لعملية تفجيرية من قبل متشديين إسلاميين، في تسعينيات القرن الماضي، بفترة حرجة مرت بها الدولة والتي عرفت بـ"حرب العشرية السوداء".

وتوضح قمير، الباحثة بعلوم الفلسفة، أن تلك الفترة السابقة تميزت بصعود الحزب الإسلامي إلى الحكم وفوز الجماعة الإسلامية بأغلبية الأصوات، موضحة أن الفاعل لم تكشف عنه الشرطة غير "مختل عقليا".

 من جانبها أدانت حدة حزام، الصحفية الجزائرية، ومديرة تحرير صحيفة "الفجر" الجزائرية، وكتبت منشورا عبر صفحتها: "هناك من سيزهو بانتصار غزوة عين الفوارة، ومن يدري قد تتبعها غزوات أخرى لتشوه الآثار الرومانية في جميلة وتيمڤاد وڤالمة وتيبازة وغيرها، لأن تشدد الجيش الوطني الشعبي في حربه على الإرهاب".

وتابعت: "لأن الفكر السلفي صور المرأة على أنها شيطان وجسمها فتنة، شوّه هذا الداعشي وجه التمثال وحطم نهديه، في رسالة واضحة لحجم الكراهية التي يحملها هؤلاء للنساء".

الكلمات الدالة