رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

جلسات الصلح الحكم.. مشاكل النساء بعيدا عن المحاكم في "استضافة المرأة"

كتب: سلامة عامر -

04:42 م | السبت 06 يناير 2018

وداد بركات ابراهيم

 

رغم كونه مركزًا لاستضافة النساء اللواتي يعانينّ من العنف الأسري، إلا أنه استطاع النجاح في حل أغلب مشاكل نزيلاته دون اللجوء للمحاكم، بل من خلال جلسات صلح واستشارات قانونية ونفسية، بل لا تمكث النزيلة في أغلب الأحيان كثيرًا، لتعود إلى أسرتها أو بيت الزوجية وهي تشعر أن هناك دعمًا ستتلاقاه في أي أزمة قد تمر  بها خلال حياتها.

"الوطن" تجولت داخل المركز، وتعرفت على آلية عمله وكيفية إدارته، فتروي وداد بركات إبراهيم مديرة المركز، بحماس كيف استغرق تطوير البنية التحتية نحو 6 أشهر في النصف الثاني من عام 2016، من خلال التعاون بين وزارة التضامن و "un woman "هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ليتم تدشين مرحلة جديدة حيث أصبح المركز يضم 11 غرفة للنزيلات، منها غرفتين بثلاث أسرة، أما باقي الغرف فهي مزدوجة، وملحق بكل غرفة حمام خاص، يضاف إليها غرفة استقبال مخصصة للحالة خلال أول يوم لحين استكمال ملفها، إلى جانب غرفة للمشرفة وأخرى للأخصائية، وثالثة للمعيشة وبها تلفزيون ومكتبة و"أنتريه"؛ هذا فضلا عن غرفة عبارة عن مكتب للإدارة وأخرى للجهاز الإداري ومطبخ.

مديرة المركز أوضحت، أنه يوجد مشغل مخصص لتدريب النزيلات على حرف الخياطة والكروشيه ويضم ثلاث ماكينات لـ"الخياطة، والتريكو، والتشطيب"، فالنزيلة تستطيع أن تحصل على دعم لشراء ماكينة بالتقسيط فور انتهاء مدة الاستضافة بالمركز وحل مشكلتها والعودة لعائلتها "أنهينا دورة تدريبية استغرقت أسبوعا بهدف تعليم النزيلات كيفية تدوير بقايا الأقمشة وصناعة ملابس أطفال و(بونيهات) وأشياء أخرى من قصاصات القماش؛ كما دربنا السيدات على كيفية التعامل مع ماكينة الخياطة؛ وخصصنا دورة ثالثة لتعليم النساء على عمل (البترون)، وناوين نشغل المتدربات في مصانع ووعدناهم بفرص عمل".

وعن الأطفال المصاحبين للأمهات النزيلات، قالت مدير مركز استضافة المرأة، إنه تم إلحاقهم بأنشطة الحضانة التابعة للجمعية لتفريغ طاقتهم بشكل تربوي مفيد، مشيرة إلى وجود تأمين جيد عبر بوابات ونوافذ حديدية، إلى جانب كاميرات المراقبة، موضحة أن المركز يحظى بسمعة طيبة في محيطه، خاصة أنه يعقد جلسات صلح بين النزيلات وأسرهنّ، مؤكدة أنه من بين 1700 حالة استضافة منذ إنشاء المركز عام 2004 هناك 10  حالات فقط لجأت للمحاكم.

9 جلسات متتالية للصلح لحالة واحدة تكللت في النهاية بالنجاح، حيث عادت النزيلة إلى بيتها منذ 3 سنوات ودون تكرار عنف زوجها الذي كان سببا في لجوئها للمركز، حسبما أوضحت "وداد"، مشيرة إلى أن جميع الأوساط الاجتماعية تلجأ إلى المركز دون أن تقتصر على طبقة بعينها؛ وتضرب على ذلك مثلا لطبيبة لجأت للمركز لتعرضها لعنف جسدي من زوجها و هو بدوره طبيب أيضًا، وفِي المقابل لجأت حالة للمركز مستواها التعليمي محدود وكانت تردد بعد خضوعها لجلسات نفسية "مكنتش أعرف إن الضرب عنف"، حيث عاشت سنوات عدة تتعرض للضرب وكأنه أمر معتاد من جانب أي الزوج.

أوضحت مديرة المركز، أن النزيلات غالبيتهن كن يعانين من عنف أُسَري سواء من الأزواج أو الآباء أو الأبناء، وكثير من الحالات يحتجنّ إلى دعم نفسي "نتعاون مع طبيب نفسي للتأهيل وهو ما يحسن الحالة ويجعلها أكثر استقرار "، وعن الحالة الصحية، فيتم رعاية النزيلات وأطفالهن عن طريق طبيبة تزور المركز مرتين على مدار الأسبوع للكشف عليهم والاطمئنان على حالتهم. وعلى الصعيد القانوني، فإن المركز يوفر محامية للنزيلات لتقديم المشورة.

الكلمات الدالة