رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الحالة تعبانة يا ليلى".. قصة فلسطيني استعان بـ"الرحباني" ليعلن تمرده: "خُطبة مفيش"

كتب: نرمين عصام الدين -

09:23 ص | السبت 06 يناير 2018

شاب يرفع لافتة ويكتب عليها الحالة تعبانة يا ليلى

"الحالة تعبانة يا ليلى.. خطبة مفيش" لافتة رفعها فلسطيني بكلتا يديه، في الاحتجاجات الأخيرة التي نظمت بمخيم جباليا، شمال قطاع غزة، أول أمس، تعبيرا عن سوء الأوضاع الاقتصادية؛ ليلتقطها المصور محمود أبو سلامة.

"هن" تواصل مع المصور الفلسطيني والشاب يحيى النجار، ليحكيا تفاصيل المشهد الغنائي المتمرد.

"جباليا".. مخيم خاص باللاجئين الفلسطينيين، يقع شمال قطاع غزة، أُسس عام 1948، الانقسام كان بين نشطائه لحركتي فتح وحماس، كما يقول "أبو سلامة"، موضحا أن تلك الاحتجاجات المئوية ليست الأولى به، فهو معروف بمخيم "الشرارة الأولى"، والأكثر كثافة سكانية عن غيره من المخيمات الفلسطينية الأخرى.

بدأ الحراك الشعبي قبل 11 عاما، بشيء من الخوف، ولكن قبل أشهر كانت الاحتجاجات بمشاركة 60 ألف شخص كما تروي السطور.

ويقول "أبو سلامة" إن قاطني المخيم ينظمون الاحتجاجات بصفة دائمة تعبيرا عن سوء الأوضاع الاقتصادية من استمرار وجود مشكلة البطالة، وانقطاع خدمة الكهرباء والغاز، فضلا عن المطالبة بالمصالحة وفتح المعابر، حيث ناشدوا الرئيس محمود عباس أبو مازن وحكومة "الحمد الله" بتحقيق مطالبهم الآدمية.

تجوب عدسة كاميرا "أبو سلامة" شوارع القطاع، لتلتقط مشهد الشاب حامل اللافتة في لحظة لا تتكرر كثيرًا، حيث رصدت شابًا فلسطينيًا محتجًا يرفع لافتة، موجهة إلى الفتاة التي يريد خطبتها وأراد قلبه أن تكون شريكته في الحياة، ولكن ضيق الحال يحول دون ذلك، ليأتي البعد اضطرارا.

"ليلى" بنفس المركب التي استقلها الشاب، تعاني هي الأخرى من ضيق الحال، ويقول "أبو سلامة" إنه "انتبه للشاب ممسك اللافتة إياها، ليلتقط المشهد قبل أن يتعرف عليه"، وتنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وتلقى زخمًا كبيرًا، بشكل متوقع.

ويتابع: "الشاب الفلسطيني شعر بتقديم شيء مميز بفنون التمرد عن غيره من أقرانه، وذلك لشهرته بعدها على مواقع التواصل الاجتماعي"، موضحا أن البعض رفع شعارا آخر هو "بدك تحبسني، احبسني، مانا أساسا محبوس".

بينما الفنان اللبناني زياد الرحباني قال في إحدى أغنياته الشهيرة "الحالة تعبانة يا ليلى، خُطبة مفيش، وأنتِ غنية، ونحن دراويش".

بالحديث مع يحيى النجار، الشاب البالغ من العمر 21 عاما، يقر فعليا أنه غير قادر على الارتباط وتحمل تكاليف الزواج أو الخطوبة، لأنه محسوب على الشباب التي تعاني من البطالة، فقد درس ولم يكمل تعليمه حتى التوجيهية، لسوء أوضاع أسرته الاقتصادية.

ويوضح أن مشاركته الاحتجاجية ليست الأولى، حيث شارك في حراك 4 يناير 2016، وهو حراك الكهرباء في مخيم جباليا، مؤكدا أن تلك الاحتجاجات تسمح بها الحكومة قبل تنظيمها.

"اخترت الجُملة لأوصل فكرتي بشكل حضاري واللي بتمس واقع شبابنا"، يقولها "النجار"، مؤكدا حزنه على عدم قدرة شباب المخيم على إيجاد الحلول المعيشية لتسهيل الزواج، وكذلك في البحث عن عمل، موضحا أن لديه شقيقين لا يعملان، وأن والده تابع لـ"الأوقاف"، والذي يعمل مؤذنا بأحد الجوامع ويتقاضى 700 شيكل شهريا، حيث ضيق المعيشة.

"لازم أحب زياد، لأن فيروز والدته"، يختتم بها الشاب المحتج حديثه، مستعينا بآخر مقطوعة بأغنيته تعبيرا عن معاناة الحصول على عمل للخريجين والعمال من أبناء قطاعه على حد سواء: "تاري العاش حدك وتهني صعبة يرجع وحده يعيش"، مؤكدا لشريكته بالمستقبل أن الحياة صعبة.

الكلمات الدالة