رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| أصغر صحفية فلسطينية: نضال عهد التميمي "صنعني" وأرفض العمل مقابل المال

كتب: نرمين عصام الدين -

05:34 م | الإثنين 01 يناير 2018

جنى جهاد

بأداء صحفي تطل جنى جهاد ابنة خالة عهد التميمي، بتقارير تستغرق مدتها بضعة دقائق وأخرى لثواني، تلك الطفلة التي تبلغ من العمر 11 عاما، أينما تتواجد دون ترتيب وإعداد؛ لتخبر ما يفعله قوات الاحتلال من العبث بأهل القدس المحتلة.

بدأت أن تتقمص دور الصحفي في الـ7 من عمرها، وإعداد عدة تقارير إخبارية من خلال كاميرا الهاتف المحمول، اكتشفت ذلك والدتها نوال التميمي بهاتفها، وتروي لـ"هن": "لقيت تليفوني بالصدفة عليه تصويرها وهي عندها 7 سنوات"، موضحة أن أول تقرير كان بقرية النبي صالح حيث تقطن بها برام الله.

بعدسة كاميرا هاتف قامت جنى بتصوير عدة تقارير إخبارية، مواكبة للحدث، دون إعداد مسبق، تعبر بها بطفولتها البراءة عن ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات.

وتقول نوال: "هي محدش قالها اعملي وعلمها ولا تدربت على ده، هي من تلقاء نفسها صورت بالموبايل"، متابعة أنها فوجئت بذلك ثم قامت بإنزالها عبر صفحتها على موقع التواصل "فيس بوك"، لتلقي إعجاب كثر بأداء ابنتها الوحيدة، لتستمر هي الأخرى ببثها الحدث عبر مواقع التواصل المختلفة.

فتراقب بصمت الصحفيين من يأتوا إلى قريتها لتغطية الأحداث، لتتعلم كيف يُصنع الخبر.

تروي نوال لحظة القبض على عهد التميمي، التي تجمعها صلة قرابة، حيث أن في الثالثة صباحا سمعت بصوت القنابل بجانب عدد من القوات الإسرائيلية يصل عددهم لـ100 جندي بدخول القرية، كما توضح، فمنزلها يبعد عن منزل الأسيرة نحو 200 مترا.

حتى هاتفت والدي عهد الأسيرة الفلسطينية، التي تبلغ من العمر 17 عاما، لتلقي عدم الرد، لتأخذ ابنتها التي أمسكت بها وأصرت زيارة منزلها، وتدخل لتجد حجرة الأسيرة في فوضى من حوائجها، ملقاة على الأرض.

وتقول نوال: "بنتي فضلت تبكي، قولتلها وشجعتها تعمل تقرير من غرفة عهد، وتوضح إزاي قوة أمنية يصل عددهم لـ100 جندي للقبض على طفلة"، موضحة أن تلك عادة حيث يأتون بأوقات متأخرة بأعداد كبيرة بجانب قنابل الغاز والصوت، والكلاب، لترهيب أهل وأطفال القرى الفلسطينية.

وتتابع: "كان كافي 2 جندي للقبض على طفلة".

تدرب ذاتها على إتقان اللغة الإنجليزية، تلك الطفلة التي تدرس بالصف السادس الابتدائي، بينما بثت التقرير عبر صفحتها على "فيس بوك" باستخدامها لإيصال ما تتعرض له الأسرة من اعتداءات لأفرادها لأكبر عدد من الشرائح النوعية.

"هما صاحبات وأخوات، جنى كانت بتقويها بالإنجليزية، وكانوا عايشين مع بعض"، تقولها نوال موضحة قربهما.

بانتشار المقطع المرئي الذي تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن صفع عهد التميمي وجه أحد الجنود الإسرائيلية، توقعت نوال القبض على أحد أفراد الأسرة دون عهد ذاتها.

تحلم جنى بأن تصبح تدخل عدة مجالات حيث كرة القدم، وعالم الأزياءن فضلا عن دراسة العلوم السياسية: "هي عندها أحلام كتير، بس دائما تحلم أن تكون صحفية".

نوال تلقت عروضا عدة لعمل ابنتها بالصحافة مقابل أجر، وإرسال لإحدى القنوات الروسية، ومؤسسة أخرى بجنوب إفريقيا إلا أن رفضت هي وابنتها: "صوت فلسطين مش بحاجة لحد يشتريه، هي تبث التقارير عبر صفحتها ومتاحة للجميع"، مؤكدة شعورها بالتقييد وإلزامها عند العمل بتوجهات كثيرة وما يجب بثه من عدمه.

تحكي نوال وجودها ذات مرة بالمستشفى برفقة ابنتها، بينما رأيا إحدى الفلسطينيات التي خرجت من بيتها لشراء الخبز وبعد الاعتداء عليها من قبل القوات، استشهدت وحضرت ابنتها جنازتها لتغطي ما حدث للسيدة.

وتقول نوال: "كل تقرير له حكاية وقصة، أي مكان بتكون فيه حدث بتغطيه، رام الله، بالأردن، بيت لحم، الخليل، جنوب إفريقيا، بالمسيرات والاحتجاجات والمستشفى أي وقت"، حيث كرمت ابنتها من إحدى المؤسسات بعدد من الدول.

ترى نوال أن الجديد هو عدم استيعاب الأطفال الفلسطينيين لما يحدث من انتهاكات واعتداءات يومية، حتى صاروا يتمردوا على الأوضاع التي تنال من كرامة الإنسان.

ورغم ذلك تحلم جنى العمل بقنوات عالمية ذات التوجهات التي تعترف بدولة إسرائيل، لأن تغير أفكارهم ومعتقداتهم، وحكي الحقائق دون تزييف: "أنا دائما بشجعها، ولكن معرفش هتصل لإيه هي أحلام الطفولة".