رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| "جازية" قدمت ابنها شهيدا دفاعا عن القدس

كتب: نرمين عصام الدين -

08:55 ص | الأربعاء 27 ديسمبر 2017

جازية النجار

يرتكز ابنها مستخدمًا عصا حديدية، ليتمكن من تسهيل حركته التي باتت مقيدة نتيجة بتر قدمه اليمنى بعد مواجهات عنيفة، حيث أطلقت قذيفة صهيونية سلبت ساقه، لترافقه والدته الفلسطينية بعزم قوة سيدة في عمر الـ60 عامًا.

وشارك ابنها الأصغر عنان النجار بمواجهات عنيفة على الحدود استشهد بها المقاوم الفلسطيني مهند الحلبي، في 16-10-2015، وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع، وبعد استهداف قدمه اليسرى بـ8 دقائق، وجهت قناصة إسرائيلية طلقات متفجرة أدت إلى بتر قدمه اليمنى، ليصبح عنان عاجزًا عن الارتكاز عليها.

والدته جازية النجار، لم تصدق الأمر وأبلغها نساء الحي خبر إصابة ابنها، لم تملك الأم نفسها، وظل ابنها يبحث مناديًا على طرف صناعي ليتغلب على إعاقته، ويقول لـ"هن": "عندنا اللي بيخسر من جسمه مبيعرفش يعوضه، والصهاينة مش بتسمح للفلسطينيين بتركيب أطراف صناعية".

وبعد مرور عام، عزم عنان على الزواج بنفس اليوم، لترافقه والدته، يقول عنان إن والده تزوج من أخرى وغير قاطن معهم: "أنا حبيت أتزوج بنفس اليوم، وسميناه يوم الإرادة".

يرجع الزمن إلى الوراء، حتى في يوم 19-2-2006، استشهد ابنها الأكبر بغارة صهيونية، وأطلق عليه 3 قذائف دبابة بمواجهات مع الاحتلال، بعمر 18 عامًا، كان يعول أسرته من جمع أجرته اليومية، بينما التف حولها رفيقاتها لإبلاغها، ويقول عنان: "هي كانت صابرة جدًا لما سمعت الخبر، لأنها فرحة كل بيت فلسطيني أن يقدم شهيد ضحية لأجل القدس، وأنا شخصيًا انسطبت".

ببراويز تحمل حكاية الشهيد وروايات مقاومته، تعلق جازية صوره على جدران منزلها لتتذكره كل لحظة، كما روي عنان شقيقه، ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 23 عامًا.

جازية، سيدة فلسطينية، ربة منزل، حاصلة على الشهادة التوجيهية، لا تعتمد على الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية، لديها ولدين، و6 بنات.

ويقول عنان، إنها تشارك بمواجهات الاحتلال ونساء الحارة لنصرة المقاوم واختباؤه حتى لا يقع بقبضة قوات الاحتلال، وزاد دورهن في أثناء الانتفاضة الأولى، حيث يخرجن النساء من بيوتهن يلتفتن على الجندي الإسرائيلي، ويلقين الحجارة، حتى يتمكن المقاوم الفلسطيني من الهرب، والنجاة بحياته، ويتابع: "النساء عندنا بيواجهوا الاحتلال من منازلهن، لا يقفن مكتوفة الإيدي".

يحصل عنان على أجر شهري، يبلغ 1050 شيكل، من إحدى المؤسسات الفلسطينية، يكفي بالكاد الإنفاق على أسرته وزوجته، يقضي ساعات حياته مدافعًا عن أرضه المغتصبة، حتى قبل إصابته كان يدرس بالثانوية، ويعمل بأجر يومي: "إحنا بنعاني كذوي احتياجات، وهنفضل ندافع عن القدس الشريف لحد آخر قطرة بدمائنا".