رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أساور حديدية وكراسي مدببة".. أسيرة فلسطينية تروي لـ"هن" رحلة الموت داخل "البوسطة"

كتب: آية المليجى -

03:42 م | الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

لينا خطاب عقب تحريرها من

حالة من الاضطراب عن الطعام أعلنها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية منذ 3 أعوام، لتعلن عدد من الجمعيات المناهضة للاحتلال تنظيمهم لمسيرات احتجاجية تضامنا مع المناضلين. 

وعلى إحدى نقاط التماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي وقفت الطالبة الجامعية لينا محمد خطاب، وكان عمرها حينذاك لا يتعدى الـ19 عامًا، ضمن إحدى المظاهرات المتضامنة مع الأسرى، حالة من الغضب اعتلت صدور المحتجين رافعين شعارات مناهضة للاحتلال ومرددين هتافات تدين اعتداءاتهم المتكررة، لا يملكون سوى رمي الحجارة في وجوه المعتدين على أراضيهم، ليقابلها جنود الاحتلال بتصويب بنادقهم تجاه صدورهم، فضلا عن اعتقال العشرات منهم، لتقع الفتاة الجامعية تحت قبضة أحد الجنود.

غرفة باردة واعتداء بالضرب المبرح تحملتها خطاب ذات الجسد الصغير، في محاولة وحشية من الجنود الإسرائيليين للاعتراف، لكن أتت محاولتهم بالفشل وأصرت الفتاة الجامعية على قولها بأنها كانت في طريقها للذهاب إلى صديقتها ولم تكن بين صفوف المتظاهرين، بحسب حديثها لـ"هن".

"القتل العمد للجنود" هكذا وجه الاحتلال الغاشم ادعاءاته الكاذبة ضد الفتاة الجامعية ليصدر حكمه ضدها بالحبس 3 سنوات، ولعدم وجود الأدلة الكافية استطاع المحامي اثبات بطلان الاتهام، وتتبدل التهمة إلى "رمي الجنود بالحجارة" ليصبح الحكم الحبس 6 أشهر مع دفع غرامة 1500 دولار.

داخل إحدى الزنازين السوداء بسجن هاشارون المخصص للأسيرات، مكثت خطاب بين جدرانها الخانقة، التي لا تعرف الضوء وتمتلئ القذارة بين أركانها، ومع دقات عقارب الساعة 3 الفجر يصحبها الجنود للانتقال إلى المحكمة عبر سيارة البوسطة الحديدية، لتبدأ "رحلة الموت" كما وصفتها.

ووصفت خطاب الوضع داخل البوسطة بأنها زنازين حديدية ضيقة لا تتعدى مساحتها المتر في المتر، تقبع كل أسيرة بمفردها، مكبلة الأيدي والأرجل، جالسة على كراسي حديدية مدببة شديدة البرودة، تصاحبها الحشرات طوال الرحلة، التي تنتهي في الـ9 صباحا، وتنبعث منها روائح قذرة.

وعند وصولها لقاعة المحكمة تزداد المعاملة الوحشية، ففي إحدى الغرف المتصلة بحمام طفت فيه المجاري، تظل خطاب جالسة مكبلة بالأساور الحديدية، وكان يقدم إليها طعام يتسم بالعفونة، ليتكرر المشهد ذاته حينما تفرغ المحاكمة في الـ7 مساء وتنتقل إلى السجن مرة أخرى بواسطة سيارة البوسطة أو ما تعرف بسيارة الموت.

حالات كثيرة من الأسيرات القاصرات رأتهن الفتاة الجامعية داخل السجون الإسرائيلية، فضلا عن إصابة البعض بالأمراض المزمنة دون توفير علاجهن، فعيادة السجن لا يوجد بها سوى نوع واحد من المسكنات الطبية.

6 أشهر من العذاب مرت على خطاب ليزداد إيمانها وقوة بمبادئها التي تربت عليها في صغرها، ففي يوم 13 يونيو 2015 رأت خطاب نور الشمس مجددا خارج أسوار هاشارون "احنا أصحاب الأرض، والاحتلال هيروح".