رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

والدة نور التميمي تحكي لـ«هن» لحظات «القهر والاعتقال»

كتب: أمنية قلاوون -

11:27 م | السبت 23 ديسمبر 2017

نور التميمي

لا تعرف أسرة الفتاة نور التميمي، الحياة الطبيعية، حالها حال أسر فلسطين المحتلة التي تعيش تحت وطأة محتلٍ غاشمٍ، غير أنَّ ما يزيد من معاناة هذه الأسرة أن أفرادها رهن الاعتقال دائمًا، وبدأت قصتها مع توقيف والدي نور «ناجي وبشرى».

يوم الأربعاء الماضي، استيقظت الأسرة على مشهد معتاد، جنود الاحتلال المدججين بالسلاح يطرقون الباب بعنف وبوجوه متجهمة، هذه المرة لم يطلبوا الأب والأم، لكنهم أتوا لاعتقال الابنة «نور» ذات العشرين عامًا.

مشهد اعتقال «نور» هي الأخرى ليس جديدًا على الوالدين، فسبق أن اقتادت قوات الاحتلال ابنهما «عنان» في وقت سابق.

في الرابعة فجر اليوم التالي لاعتقال الفتاة عهد التميمي التي أصبحت أيقونة فلسطينية، طرق جنود الاحتلال باب بيت «ناجي التميمي»، وما أن فُتِح الباب اقتحموا المكان وبعثروا محتوياته بحثًا عن «نور».

تحكي الأم «بُشرى» عن مشاعر الخوف التي سيطرت على ابنتها، إذ هرعت هي إلى غرفة «البنات» التي تقيم فيها مرح (17 عامًا) ونور: «دخلوا البيت بهمجية وكان واضح أنهم ينوون اعتقال. بحثوا في كل غرف المنزل حتى وجدوا غرفة البنات، منعتهم من الدخول لأن البنات نائمات».

تشير الأم إلى أن مأمورية الضبط كان قوامها نحو 15 جنديًا، بينما وقفت ثلاثة عربات جيب عسكرية في مدخل البيت، الكائن بقرية «النبي صالح» في مدينة رام الله.

حياة «نور» مليئة بالأنشطة الثورية التي لا تتوقف دفاعًا عن قضية حق الأرض، فالفتاة العشرينية تشارك في كل المسيرات التي تنطلق من قريتها وتوثقها بالكاميرا، كما تشارك رفقة «عهد» في فعاليات مسرح «قاوم» بقرية النبي صالح، في أعمال تتناول موضوع المقاومة، كما شاركت أيضًا في عروض أقيمت في فرنسا.

صورَّت «نور» لحظة اعتقال شقيقها «عنان»، حينما كان الجنود منتشرون في البيت، كما وثّقت اللحظة التي ستظل عالقة في ذاكرتها لأنها ألقت بها في سجن الاحتلال: «كان يوم جمعة، خرجت نور لتصوّر الأحداث لأنها تفيدها في دراستها فكانت هناك (عهد) فوقفت جنبها لتصور اعتداء جنود الاحتلال على القرية وتوثق هذا الاعتداء»، تدرس الفتاة الإعلام في جامعة القدس بمدينة أبو ديس الفلسطينية.

دب الخوف في قلب «نور» و«فرح» لحظة الاعتقال فراحت كل واحدة تحتضن الأخرى، وهما لا يعرفان من المطلوب في هذه المأمورية، وسبق لـ«مرح»، أن أصيبت حينما أمسكت في جلباب والدتها «بُشرى» لحطة اعتقالها، برصاصة مطاطية في اليد وضربة على الرأس وقعت إثرها على الأرض ونقلت إلى المشفى.

 

لدى دخول المجندات، غرفة البنات، طلبن من «نور» و«فرح»، ارتداء ملابسهن بسرعة، فلم تحتمل الأم المشهد فصرخت وبكت: «لم تستطع نور من استكمال لبس الثياب حتى لم تستطع أن تأخذ شيئًا من ملابسها وأحاطها الجنود حتى لم نستطع توديعها، الاعتقال سريع جدًا».

قادها الاحتلال بتهمة إعاقتهم في مهمتهم العسكرية، توضح «بُشرى» الأمر بأنَّه عند التصويب على الطفل محمد التميمي من أمام بيت «عهد».

تحكي بشرى: «بعد تعرّضي للاعتقال رأيت سوء المعاملة وكيف تعاني الأسيرات من نقص في الغذاء والثياب والعلاج»، المسافة بين بيت «بُشرى» وبين سجن «هشرون» للنساء، تستغرق نصف ساعة تقريبًا، قطعتها الأم في قلق على ابنتها عند زيارتها للمرة الأولى بعد الاعتقال.

مقابلة تصل إلى نصف الساعة في حضور المُجندات تمنع الفتاة من الحديث عمَّا تشهده في الأسر: «ما قدرت أحكي معها لأنها كانت محاطة بالأمن، كانت المجندة تدفع فيها عشان ما تحكي معنا».

حبس «نور» ممتد حتى الإثنين المقبل، هي وناريمان وعهد التميمي: «نور مع ناريمان في نفس الغرفة وعهد في غرفة أخرى في السجن. يوم الإثنين بنشوف القاضي راح يأجل المحكمة ليجهزوا لائحة اتهام».