قالت الناشطة الفلسطينية «نور أبوديمة»، التى تعمل مع اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، إن عدد الأسيرات الفلسطينيات وصل إلى 63 أسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى، خاصة بعد المسيرات المحتجة على قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وأضافت فى حوارها لـ«الوطن»، أن قوات الاحتلال تمارس أبشع أنواع العنف النفسى ضد الأسيرات، فضلاً عن تعرُّضهن للاعتقال الإدارى الذى لا يسمح لهن بالخضوع للمحاكمة أو رؤية أسرهن.. وإلى نص الحوار:

* كيف ترين الوضع على الساحة الفلسطينية بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن القدس؟

- الوضع ما زال متأججاً، حيث تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلى القمع ضد المتظاهرين من الاعتداء عليهم بالضرب والسحل واعتقالهم، فضلاً عن دخول قوات المستعربين داخل صفوف المتظاهرين، وهى قوات ترتدى نفس ملابس العرب وتنخرط ضمن المتظاهرين حتى تستطيع القبض عليهم بسهولة.

* كيف تأتى مشاركة الفتيات الفلسطينيات فى هذه المظاهرات؟

- يشارك الكثير من الفتيات فى المظاهرات احتجاجاً على قرار «ترامب»، ويتعرضن للعنف والاضطهاد مثل الرجال، حيث يتم اعتقالهن وسحلهن على الأرض، فضلاً عن تعرضهن لكثير من الانتقاد من قبَل البعض، حيث يوجد من يرفض مشاركتهن فى المظاهرات ويطالبهن بارتداء الحجاب والعمل فى مجالات أخرى والبعد عن المظاهرات.

* ما عدد الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، وماذا عن أعمارهن؟

- بعد اعتقال الفتاتين نور وعهد التميمى ووالدتهما ناريمان التميمى، أصبح عدد المعتقلات 63 أسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى، وتتراوح أعمارهن بين الشابات القاصرات وسيدات كبار السن، وأصغر أسيرة عمرها 13 عاماً.

 ماذا عن أشكال العنف التى تواجهها الأسيرات داخل المعتقلات الإسرائيلية؟

- تتعرض الأسيرة الفلسطينية لأنواع مختلفة من العنف داخل سجون الاحتلال، ويُعتبر الضغط النفسى أصعب ما تواجهه الأسيرة، حيث يتم وضعها داخل زنزانة ذات مساحة ضيقة، دون أن يدخل لها الضوء، وإعطاؤها بيضة مسلوقة تتغذى عليها أثناء النهار، ومن الأشكال المختلفة للعنف النفسى أيضاً هو ترك الأسيرة تنزف أثناء إتيان الدورة الشهرية لها، بالإضافة إلى إخبارها بأنباء سيئة عن أسرتها مثل «والدك مريض، والدتك هتموت»، وتهديدها بنشر صور فاضحة لها.

* هل يتم توفير محام يدافع عن الأسيرات أثناء محاكمتهن؟

- رغم وجود نحو 3 جهات حقوقية مهتمة بالدفاع عن الأسرى، فإن الاحتلال الإسرائيلى يعمل على تحجيم أدوراها، فعادة ما يقتصر دور المحامى على المرافعة فقط، دون أن يستطيع الحصول على براءة أحد الأسرى.* ماذا عن أنواع القضايا التى تُتهم بها الأسيرة الفلسطينية؟- تواجه الأسيرة الفلسطينية قضايا مختلفة، لكن يُعتبر أعنفها الاعتقال الإدارى، ويتم اعتقالها دون توجيه تهمة محددة لها، فيأتى الاعتقال بناء على ملفات استخبارية، حيث يدّعى الاحتلال أنها تشكّل خطراً على أمن دولة إسرائيل، وفى هذه الحالة لا تخضع الأسيرة للمحاكمة ولا يُسمح لها برؤية أسرتها.

* كيف يتم تأهيل الأسيرات بعد خروجهن من السجون الإسرائيلية؟

- حالة من العزلة وفقدان الثقة فى النفس تعيشها الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية، حيث يتعرضن لأبشع أنواع العنف النفسى والجسدى، لذلك نعمل على إعادة تأهيلهن واندماجهن فى المجتمع مرة أخرى والانخراط مع ذويهن، ثم ننتقل إلى التأهيل المهنى ومحاولة إيجاد فرص عمل مناسبة لهن.

* ما رأيك فى حملات التضامن التى دشنها رواد مواقع التواصل الاجتماعى مع الأسيرة عهد التميمى؟

- قضية الأسيرة عهد التميمى تُعتبر من أفضل حالات الأسرى التى تم الترويج لها حول العالم، حيث يوجد الكثير من الأسرى لا نعلم عنهم شيئاً بسبب غياب الأضواء الإعلامية عنهم، لكن مع عهد التميمى كان المشهد مختلفاً، حيث تم نشر صورها والفيديوهات الموثقة لاعتداء قوات الاحتلال على منزلها وأسرتها، فضلاً عن تدشين هاشتاج خاص بها على مواقع التواصل الاجتماعى وخروج مسيرات فى فلسطين تضامناً معها.