رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بذكرى وفاتها.. تحديات واجهت هدى شعراوي "رائدة الحركة النسائية في مصر"

كتب: هبة الله حسين -

08:24 م | الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

صورة أرشيفية

بعض النساء، يكرسن حياتهن لمناهضة حقوق المرأة، من غلبة الرجل عليها وعرقلته لها للقيام بمهامها النسائية في مجتمعها، التي ترى أنه مسؤولية اجتماعية تسعى لتحقيقها، البعض يستجيب للحقوق والبعض يرى أنها زائدة عن كاهل المرأة كما هو متعارف في مجتمعنا الشرقي.

وكان من أبرز تلك الوجوة النسائية التي برز دورها في نهايات القرن التاسع عشر "هدى شعراوي"، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم.

وولدت "شعراوي" بمدينة المنيا، في صعيد مصر عام 1879، فهي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، فنظرًا للمجتمع الشرقي ونشأتها الصعيدية الصارمة تلقت تعليمها في منزل أهلها، وزاد الأمر سوءًا لزاوجها مبكرًا في عمر الـ13 عامًا من ابن عمتها "على الشعراوي"، والذي كان يكبرها بما يقارب الأربعين عامًا.

وأنجبت منه بنتًا سميتها بثينة، وابنًا سميته محمد، وغيرت لقب عائلتها بقلب زوجها ليكون اسمها "هدى شعراوي".

وواجهت "شعراوي"، العديد من التحديات والتي وردتها خلال مذكراتها، فتأتي في المقدمة من الطفولة، فكان الأهل يفضلون أخيها الصغير "خطاب" عليها في المعاملة، رغم كبر عمرها عنه فيبلغ فارق العمر 10 أعوام، واصفة: "كانوا في المنزل يفضلون دائمًا أخاها الصغير في المعاملة، ويؤثرونه عليها.

وكان المبرر الذي يسوقونه إليها، أن أخاها هو الولد الذي يحمل اسم أبيه وهو امتداد الأسرة من بعد وفاته، أما هي فمصيرها أن تتزوج أحدًا من خارج العائلة، وتحمل اسم زوجها، ويعد موقف مرضها بالحمى من أبرز المواقف التي أثرت فيها بشكل سلبي، خاصة أن اهتمامهم بأخيها من جانب والدتها، التي كانت لا تغادر الفراش، أول الصدمات التي جعلتها تكره أنوثتها" بحد وصفها فقط لأنه ولد.

وتستكمل حياتها، بمقابلة تحديات أخرى التي لم تتوقف عن حد الأهل، فزواجها المُبكر حرمها من ممارسة حياة الطفولة والمراهقة، وتحملت المسؤولية على عاتقها مبكرًا، والتي منعتها من مزاولة هواياتها المُحببة مثل عزف البيانو وزرع الأشجار، فهي على حد تعبيرها حدت من حريتها بشكل كبير.

وأدى ذلك لإصابتها بحالة من الاكتئاب لفترة استدعت أن تسافر إلى أوروبا أن أجل الاستشفاء، وكانت تلك السفرة هي الانطلاق من القيد الذي يُكبل حياتها تعرفت هناك على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة.

ولم تتوقف معاناتها عند هذ الحد، فوفاة الأخ الصغير فرغم تفضيل أهلها عليه إلا أنها كانت صاعقة فهو بمثابة السند في الحياة، فزادت وحدتها فهو الرأس التي كانت تستوعب كل التخبطات التي تواجهها، لتشابهما في الذوق العام والاختيارات، فقربهما زاد عقب وفاة والدتها وزوجها.

وتأتي مكانة الزوج الذي سلبها كل حق في الحياة فعرضت أمثلة  لمواقف في مذكراتها قائلة: "ولا استطيع تدخين سيجارة لتهدئة أعصابي حتى لا يتسلل دخانها إلى حيث يجلس الرجال فيعرفوا أنه دخان سيجارة السيدة حرمه إلى هذا الحد كانت التقاليد تحكم بالسجن على المرأة وكنت لا احتمل مثل هذا العذاب ولا أطيقه".

الكلمات الدالة