اعتاد الشقيقان أن يؤديا صلاة الجمعة بمسجد الروضة سويًا، مرتديان القفطان الأبيض والتطيب بالمسك، إلا أن هذه المرة سبق سالم سويلم، شقيقه إلى المسجد.

وباقتراب الصلاة أسرع "مسلم"، ليلحق شقيقه في الصف نفسه، بالمسجد القاطن بقرية "الروضة" مركز بئر عبد التابع لمدينة العريش بشمال سيناء، حتى تفرق الشقيقان في اتجاهات مختلفة لينجوا كلا منهما بنفسه بعد استهداف جماعة إرهابية للمسجد، حسبما يقول "مسلم" الأخ الناجي، إن شقيقه أصيب بطلقات نارية في اليدين والساق اليسرى، وانتقاله إلى مستشفى بئر العبد المركزي، بمساعدة عدد من أهالي القرية.

وأضاف "مسلم" لـ"هن"، إنه اتجه إلى المستشفى ليطمئن على شقيقه فوجده ينزف: "إمبارح كان بيقول إنه هيموت، مكنش عنده عشم في الحياة"، حتى بمرور 24 ساعة وإسعافه، معبرًا عن قلة إمكانيات المستشفى: "بنشترى المحاليل من برة حتى مفيش ممرضات والخدمة صفر على الشمال".

وتابع أن والدته سيدة مُسنة تلازم منزلها طيلة الوقت، لا تخرج منه لعدم قدرتها الصحية وفور سماعها بالخبر، أجهشت بالبكاء، قائلة: "قضاء ربنا"، موضحا أنها لم تستطيع ملازمة ابنها المُصاب: "مقدرتش تشوفه على سرير المستشفى".

وتابع أن والده يمكث بالمنزل هو الآخر، لكبر سنه، حيث يبلغ من العمر 70 عاما، موضحا أن أسرته كاملة تعمل بالزراعة حيث توراثت المهنة عن الجدود، وترتبط بالأرض لتوفير تكاليف معيشتها.

ويقول "مسلم": "كل اللي في المسجد مات واللي خرج اتصاب، الحمد لله على كل حال".

واستشهد 305 مواطنين، بينهم 27 طفلا، وأُصيب 128 آخرين، في هجوم على مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء، وأعلنت الرئاسة حالة الحداد العام في البلاد، لمدة 3 أيام.