رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"بنتك بـ100 جنيه".. والد "شربات" بعد وفاتها بخطأ طبي: "لا نقبل التعويض"

كتب: نرمين عصام الدين -

12:09 ص | الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

الطفلة شربات

"خطأ طبي بجرعة المخدر أدى لوفاة ابنتي".. يقولها حسين سالم، والد الطفلة "شربات" التي تبلغ من العمر 4 سنوات، في حزن شديد ومرارة، كاشفا تفاصيل توجهه إلى أحد مستشفيات التأمين الصحي بالإسكندرية، لإجراء عملية "ذراعة قوقعة" لابنته.

أسرة مكونة من أب لديه "إعاقة"، حيث أصيب بشلل الأطفال بساقه اليمنى، وأم (ربة منزل)، وبناتهن الـ6، بينهن 4 يعانين من "نوبات صرع"، واثنتان صحيحتان، حيث تعافت "شربات" بالعلاج شأن شقيقتها الأصغر، عدا "ضعف في السمع".

الأب الذي يعول أسرته، ملتزما بالمنزل حتى عند زواجه في إحدى القرى الريفية في البحيرة، لسبب إصابته الصحية، أمسك بعكازه الذي يرتكز عليه، ليتوجه بابنته، مسافرا إلى الإسكندرية، لإجراء العملية؛ حتى يعود السمع للطفلة.

في الشهر الثالث من العام الحالي، وبعد أن فحص حالة الطفلة قبل ذلك مع الدكتور محمد فهمي، المتخصص بالأمراض العقلية والنفسية للأطفال، والذي أكد عبر الهاتف التليفوني، في مداخلة تليفزيونية، على فضائية "LTC"، ببرنامج "الحكاية إيه"، أنها تابعت معه في "التأمين الصحي" نتيجة لظروف أهلها السيئة.

وأفاد بأنه أوضح بتقريره الطبي عن الحالة أنها كانت بحالة صحية جيدة للغاية، ولا تعاني من نوبات نفسية، عدا "ضعف سمع".

وتابع فهمي قائلا إنه تحدث مع رئيس قسم الأنف والأذن بالمستشفى، وأبلغه بوفاة الطفلة قبل إجراء العملية، مردفا لكلماته: "البنت توفيت أول ما أخدت حقنة التخدير".

من جانبها، وبعد اطلاعها على معلومات الحالة، تابعته المواطنة وفاء شريف، حيث أفادت بأنها توصلت لتلك الأسرة من خلال "جروب" أنشأته عبر واتس آب، يستقبل الحالات الإنسانية.

وتابعت وفاء، عبر الشاشة، قائلة إن رئيس قسم الأنف والأذن بالمستشفى، قال نصا إن الطفلة توفيت نتيجة جرعة مخدر زيادة قبل إجراء العملية، على أن تحول فريق العناية المركزة للتحقيق.

يصرف حسين مبلغا يقدر 420 جنيها، معاش التضامن الاجتماعي ليعول أسرته، كما يعيش على المساعدات، حسبما يوضح "حسين" لـ"هن".

ويروي تفاصيل ليلة الوفاة، قائلا إنها دخلت غرفة العمليات في التاسعة صباحا وحتى الثالثة عصرا، ولم يعلموا عنها شيئا، حتى وفاتها.

ويقول الأب الأربعيني عن طفلته الخامسة إنه شرع في علاج إصابتها منذ عامين، إلى أن أكرمه الله بموافقة الإدارة الطبية على إجراء العملية، ويصف ذلك بـ"الأعجوبة" حتى إعانته على توفير تكاليف المواصلات.

ويتابع الأب الذي لم ينل قدرا من التعليم، مؤكدا: "دفنتها في نفس يوم إجراء العملية، بنتي مش بـ100 جنيه، فين المسؤول، وعايز حقها فورا".

ويحكي حسين عن قسوة ظروف أسرته، بدءا من إصابة بناته بـ"مرض نفسي" يجعلهن في عنف مع أنفسهن، فضلا عن  صعوبة حالته الصحية، ويقول: "ظروفي تحت الصفر، وربنا ما يخلي حد يعيش زيي، أنا وأسرتي".

ويؤكد الأب المكلوم أن الدكتور ولاء الأمير، رئيس قسم الأنف والأذن، عرض عليه مبلغ 100 جنيه، تعويضا لوفاة طفلته، وقال: "رفض يدينا أي تقرير طبي للبنت، ووقف المساعدات المالية لينا".

بدوره يؤكد المحامي إبراهيم جودة، الذي أوكله حسين بتحرير محضر بالواقعة في 11-4-2017، بنيابة سيدي بشر بالإسكندرية، برقم 3860، للعام الحالي، وقال به إن الفريق أهمل مراعاة الاحتياطات اللازمة، ما أدى إلى وفاة الطفلة.

وأكد جودة لـ"هن"، أن الطبيب ولاء الأمير، بالفعل عرض ذلك المبلغ على الوالد، وأنه أجرى تحقيقا مع فريق العناية المركزة، حتى نفت إدارة المستشفى، بدورها التهمة عليهم.

وأفاد بأن المستشفى رفض إعطاء التقارير الطبية الخاصة بوفاة الحالة إلى والديها، على أن تم تشخيص الإصابة بـ"كهرباء في القلب" بشهادة الوفاة، وهذا عار تماما من الصحة، كما يوضح.

وقال إن مالكا لإحدى الجمعيات بالفعل سمع بالحالة وأرسل لها مبلغ 90 ألف جنيه، إلا أن والد الطفلة لم يجنِ منها شيئا، وأن الأمير رفض إعطاءه تلك المساعدات.

وأكد المحامي أنهم في انتظار تقرير الطب الشرعي، الذي يصدر في خلال تلك الأيام المقبلة.

بدوره أجرى "هن" اتصالا هاتفيا بالدكتور ولاء الأمير، المتخصص بجراحة الأنف والأذن، لإعطائه حق الرد، ولكن هاتفه كان مغلقا طيلة الوقت.