رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رضا علي.. سيدة تستقل الحنطور لتعول أسرتها

كتب: نرمين عصام الدين -

09:11 م | الإثنين 16 أكتوبر 2017

صورة أرشيفية

بعد أن تزوجت في سن 13سنة، انتقلت بالعيش في الحُسين التي وصفتها بـ «المنطقة المتحضرة»، حيث زواجها الأول، بعد أن نشأت رضا علي، التي فضلت تغيير اسمها في إحدى أحياء الجيزة الريفية.

تزوجت من عامل مطبعة، الذي يكبرها بـ 20 عاما، حيث كانت تستقر بالمنزل، وتخرج في أوقات قليلة تصطحب زوجها إلى المحل، حتى أنجبت 4 أولاد وبنت واحدة.

واستمر زواجها 18 عاما، حيث انفصلت عن زوجها بعد أن تعدى على ابنته بالضرب بإحدى المواقف مما جعل رضا تغضب بعد أن تراكمت الخلافات بينهما، وتعود إلى منطقتها، وقررت أن تعمل  بخدمة البيوت لتتحمل تربية أولادها

وتروي رضا تفاصيل حياتها الأولى وتقول: «لما كان بيغضبني مكنتش بشتكي لأهلي، إحنا اتعلمنا في الأرياف كده، ومحدش كان يعرف عن حياتي حاجة».

تمسك رضا بيد ابنتها، كل يوم، لتترجل بعض الكيلومترات، لتخدم في إحدى البيوت لمدة 6 سنوات: «أنا كنت بروح آخر الليل، مكنتش ببات، وياما لقيت ولاد حرام ومعايا بنتي في إيدي».

في أثناء الليل وخروجها من البيت التي كانت تخدم به، تذكر رضا إحدى المواقف التي كادت بها أن تتعرض للاغتصاب، بالجبل في الحي الثامن، بمدينة نصر، وتقول: «وأنا خارجة من البيت معايا بنتي، الساعة كانت الساعة 9 ونص، لقيت واحد هجم عليّ، وعورته، ومفيش امرأة قوية تسيب نفسها لأي حد، ومحدش يقدر عليّ».

وتقول إنها لا تتعرض لتلك النوع من المعاكسات في البيوت ولكن جميعها كانت في الشارع: «أنا كنت بشتغل عند ناس محترمة جدا، في المعادي، والحي الثامن».

معاكسات «ليلية» متعددة، تعرضت لها رضا، مما جعلها تفكر في شراء «كطر» وخبأتها في ملابسها، لتخرجها وقت تعرضها لأي عنف؛ لتدافع عن نفسها، وتقول: «أنا مبخفش، بس عملت كده عشان أادافع عن نفسي، وأنا شايلاها من وقتها لحد دلوقتي»، مضيفة، « إن الجميع يراني في أوج قوتي، أنا اللي بين أخواتي البنات بشرب شيشة، وبشتغل، وكلهم ستات بيوت».

قبل 8 سنوات، قررت رضا للمرة الثانية أن تتزوج بشاب يصغرها بعامين، بالرغم أنه لم يجمعهما حب، ولكن جمعتهما منطقتها بالجيزة: «أنا أول بخته، وزواجي التاني عشان لازم يبقى معايا راجل».

يستقل زوجها الثاني عربة حنطور؛ متجولا شوارع القاهرة لجمع البلاستيك وورق الكرتون الثقيل، حتى رافقته رضا، لينقسم رزقهما على «شوالين»، وتقول: «هو مش بيصرف عليّ وعلى ولادي، هو ليه شوال، وأنا ليا واحد زيه على نفس العربية».

وتستكمل: «هو بيصرف على نفسه، وأنا بصرف على عيالي، عشان كده ميقدرش يهين كرامتي».

تخرج هي وزوجها بعد صلاة المغرب، حتى آذان فجر اليوم التالي، لتملأ الـ«شوال» من الورق والبلاستيك، عائدة إلى منطقتها؛ لتبيعه بمنطقة «الزرايب».

تقول رضا إنها تتمنى شراء عربة مثلها لنجلها الأكبر للعمل عليها، حيث يعاني من قلة رزقه الذي يجمعه يوميا.

رضا الأخت الوسطى لـ9إخوات، الذين تربوا بنفس المنطقة، ولكن فرقتهم حالاتهم الاجتماعية تبعا للزواج ومكان العمل، حيث لم ينلوا نصيبهم من التعليم، وتقول: «إحنا من الأرياف محدش بيعلّم حد، ومنعرفش القراءة والكتابة، ولكن علمنا عيالنا».

أسرعت رضا التي تبلغ من العمر 45 عاما، في زواج ابنتها في نفس السن التي تزوجت به، وتقول: «إحنا الأرياف عندنا كده، والبنت العانس عندنا بيبدأ سنها من 15 سنة، وعملت كده عشان خايفة عليها واطمن في بيت زوجها، وبقالها 9سنين دلوقتي».

وتتابع أنها حثت أولادها على التعلم: «هم مكنوش غاويين، وضربت وشتمت كتير بس مفيش فايدة، وبيعرفوا القراية والكتابة يعني متقدمين عني».

«ماشيين على قدنا»، تقولها رضا، موضحة أنها رزقها اليومي يتراوح بين 100 و 150 جنيه، حيث لا يكفي عيش أسرتها التي تعولها.

رضا لها 6أحفاد، يصطحب أحدهم، ذو الـ 7 سنوات، تلك العربة التي تستقلها، معبرا عن رغبته في التعلم، والالتحاق بالمدرسة، وتقول رضا: «هو عايز يطلع عربجي، ومش معانا ندخله المدرسة».