رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مايسة" تتحدى إعاقتها وتؤلف القصص: "في الأول كنت بعيط وبعدين اتعودت"

كتب: نرمين عصام الدين -

11:33 م | الثلاثاء 23 مايو 2017

مايسة الألفي

تصطحب كرسيا مُتحركا، تتحايل به على الطريق، في سعيها إلى المدرسة الإعدادية، القاطنة بإحدى قرى محافظة القليوبية، لتعمل مايسة الألفي مدرسة لغة عربية، وتطل يوميًا على طلابها، بوجه مبتسم كل صباح.

"في الأول كانت الإدارة رافضة إني أمارس المهنة، ولكن دلوقتي متقبلين لما أقنعتهم بنفسي، وبدأت اشتغل مع الطلاب وبتفاهم معاهم، وهم مستوعبين جيدين".. كلمات قالتها الألفي لـ"هن"، واصفة رحلة التدريس التي بدأتها منذ 6 سنوات، في شعور خافت من الرضا.

 تقول الألفي إنها في صغرها، كانت مثل أي طفل "مُعاق"، أصُيب بمرض شلل الأطفال، أثّر على حركته بشكل جزئي، قبل أن يكمل عمره عاما، حتى تسنى لوالدها شراء كرسي متحرك، لمعايشة: "أسرتي حرصت على استكمال تعليمي، حتى حصلت على درجة الليسانس بدراسة اللغة العربية، بجامعة عين شمس، فانتقلت إلى القاهرة ولزمت نفسي من وقتها بدراسة الأدب والكتابة لأني بحبها".

واجهت آنذاك، الكثير من صعوبات التحرك بسكنها بالمدينة الجامعية، بالقاهرة: "رفيقتي في الدراسة كانت مسؤولة عن تحريكي، وفي الأول كنت بعيط وبعدين اتعودت، ودلوقتي بتحرك بالكرسي بطلاقة".

تحكي عن الفرق بين الريف بمحافظتها، ومعالم المدينة بالقاهرة، فتقول: "في القاهرة بلاقي قليل لما حد يساعدني، وممكن حد يحسبني شحاته مثلا عشان الكرسي المتحرك ميفتكرش إني إنسانة طبيعية بتحرك، لكن في القرية عندنا مفيش الكلام ده، ولازم يكون عندنا الإيمان بالله وبالنفس والشخيصة وأنك إنسان يعني روح طبيعية".

تتعرض الألفي التي هي الثالثة الأوسط بين أخواتها لكثير من الأسئلة المُحرجة، والمضايقة للذات على حد وصفها: "زي إزاي بتدخلي الحمام، وإزاي متولية شؤون نفسك ومع الوقت اتعودت على الأسئلة دي، ومبقتش أزعل من الناس وببصلهم نظرة راقية شوية وقليل لما حد بيعاملني بشفقة".

اتجهت الألفي إلى التأليف، وكتابة القصص الواقية والخيالية، والقصائد الشعرية، فكانت "الرداء الأحمر" و"حلم ورقة"، أول ما كتبته: "في حفلات التوقيع كنت ببقى مبسوطة بالحضور، وتسجيل إعجابهم بالكتاب وتجاوبهم معايا".

"متجوزتش ملقيتش حد مناسب، وبينظروا للمعاق في موضوع الزواج نظرة دونية، وبناشد وبطالب المجتمع بالمعاملة كناس طبيعيين لينا حقوقنا في كل شيء".. بتلك الكلمات تقول الألفي في عقدها الثالث من عمرها، مطالبة المجتمع بالتعامل معها بمزيد من اللطف مع ممارسة حقوقها، وزيادة نسبة الـ5% التي اتفق عليها مشروع قانون "ذوي الاحتياجات لخاصة" المقترح لمجلس النواب.