رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الغد المشرق".. جمعية تسعى لتحويل ذوي الإعاقة الذهنية لأيدي منتجة

كتب: دعاء الجندي -

05:58 م | الجمعة 12 مايو 2017

صورة أرشيفية

يتمتع جميع الأطفال بحقوق أقرتها جميع الأديان السماوية وكافة المواثيق الدولية والوطنية ضمانا لمنحه حياة طبيعية تتيح له النمو في بيئة كريمة لينضح ويصبح مواطنا صالحا لما في مرحلة الطفولة من تأثير واضح على تشكيل شخصيته وبنيانه مستقبلا.. هذا هو وضع غالبية الأطفال العاديين في المجتمعات، لكن ما هو الوضع لنظائرهم المختلفين سواء من يعانوا من إعاقة جسدية أو ذهنية تحول دون تصنيفهم كأطفال أسوياء.

يقول عادل جمعة المدير الفني وواضع برامج الرعاية الذهنية في جمعية أصدقاء الغد المشرق لذوي الاحتياجات الخاصة، إن أولى تصنيف الإعاقة هي التقييم عن طيريق اختبارات متخصصة للأطفال، وبناء على النتيجة تحدد الإعاقة ودرجاتها وبناء عليه يتم وضع خطة التأهيل للطفل ونبدأ في تنفيذها على الفور.

ويضيف جمعة، لـ"هن"، أن أسباب الإعاقات عديدة بعضها جيني مثل "الداون سندروم" والتي تمنح الأطفال ملامح معينة، وأخرى بيئية قد تنتج عن تعرض الطفل لحادث أليم أو إجراء جراحة، مضيفًا أن أنواع الإعاقات عديدة بينها الإعاقة الذهنية والتوحد والإعاقات الجسدية، مشيرا إلى أن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة "مطاطي" وهو ما يترتب عليه إهدار لحقوق أصحاب الإعاقة الذهنية تحديدا.

ويوضح: "أصحاب العمل يفضلوا الاستعانة بذوي الإعاقة السمعية فضلا عن غيرهم من الإعاقات، بسبب أنهم يعملوا بشكل أسهل من غيرهم، وهو ما يتسبب في تضييق فرص العمل على أصحاب الإعاقات الأخرى"، مطالبا بتحديد نسبة عمل محددة للإعاقة الذهنية البسيطة أصحاب معدلات الذكاء أقل من 90 درجة واصفهم بـ"المظلومين في الحياة" كونهم غير قادرين عن الدفاع عن حقوقهم رغم صلاحيتهم للعمل في العديد من المجالات.

ويتابع: "عانينا كثيرا بسبب حرصنا على فتح أفق لعمل الشباب لدينا في الدار فأجرينا زيارات لمصانع وبدأنا في تدريب الشباب على أعمال مثل تصوير الورق والصناعات اليدوية مثل صنع الخوص والتطريز والحياكة وغيره"، مؤكدًا أن مع تدريب الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة على بعض الأعمال اليدوية يصبح أفضل من العامل العادي، لأنه يتدرب على آلية الصنع نفسها كخطوات فلا يستطيع تجاوز خطوة معينة لذلك فهم أكفأ في الأعمال اليدوية من غيرها ولديهم عزيمة أقوى في العمل.

ويشير إلى أنه تم تدريب العديد من الشباب داخل الجمعية "لكن دون جدوى" فغالبية أصحاب المصانع أو المكاتب يخشوا عمالة الشباب ذوي الإعاقات الذهنية بسبب جهلهم بالتعامل معهم أو عدم تقبلهم، وهو ما دفعنا لفتح ورش صغيرة لدينا في الجمعية لتدريب وتشغيل هؤلاء الشباب والاستفادة منهم وهي ورش صناعة سجاد وكليم والخزف والشمع والبامبو والطباعة والصوب الزراعية والتفصيل والخياطة والتطريز والطباعة، ولكن لا تزال الأزمة قائمة بالنسبة للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر لأنه يتم التعامل معهم بشكل غير لائق ويتم تهميشهم بطريقة صعبة، فينظر لهم على أنهم مجرد كائنات بحاجة للطعام والشراب والنظافة فقط، ليس كإنسان له حق في الحياة والتخطيط للمستقبل.

ويطالب جمعة بإنشاء مفوضية عليا لشؤون الإعاقة تقسم إلى العديد من اللجان المختصة بنوع معين من الإعاقة مثل لجنة الإعاقة الذهنية أو البصرية وهكذا ليناقش كل مختص سبل التعامل مع نوعية الإعاقة الخاصة به ويستطيع تحديد نوعية العمل القادرين على فعله وكيفية الاستفادة منهم وتجنب مخاطر العمل عليهم.

وفي ذات السياق يؤكد الدكتور يوسف إبراهيم رئيس وحدة التوحد في الجمعية، أن الجمعية بدأت في السعي لتدريب الأشخاص ذوي إعاقة التوحد كونها من أشد الإعاقات الذهنية في المجتمع بسبب افتقاد المتوحدين للتواصل الحسي والاجتماعي وهو ما يمنعهم من التعامل مع الآخرين ويضفي على حياتهم روتين قاسي.

وأشار إبراهيم، لـ"هن"، أنه بدأ في العمل على تدريب المتوحدين على الاحتكاك بالعالم الخارجي عن طريق التدريب على الاختلاط وسماع الأصوات التي قد تبدو مزعجة لديهم في محاولة لاختراق عالمهم الخاص والسعي لدمجهم في المجتمع، مؤكدًا أنهم لديهم طاقات تصلح للعمل في السوق الخارجي ما أن تم تدريبهم وتأهيلهم بشكل جيد، فهم قادرين على العمل في الأعمال مثل التجارة والكتابة بشكل جيد.

الكلمات الدالة