رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"سرية عبد الرازق".. امرأة تصنع تاريخا جديدا بمنظومة التعليم في مصر

كتب: ياسمين الصاوي -

02:03 م | الأربعاء 05 أبريل 2017

سرية عبدالرزاق صدقي

طلاب يحملون أوراق وكتب صباح كل يوم ذاهبين إلى ساحات المدارس ليتلقوا نظاما تعليميا روتينيا، ويسير المعلم في حلقة مفرغة جعلت سرية عبد الرزاق صدقي، أستاذ مناهج وطرق تدريس بجامعة حلوان ورئيس منظمة INSEA International society for Education through Art، تقرر المساهمة في تطوير النظام التعليمي لطلبة المدارس في "المحروسة".  

مرت سرية عبدالرزاق، خلال رحلتها الدراسية بأنظمة تعليمية مختلفة، إلا أن الحال لم يكن كما هو منذ سنوات طويلة، فلم تجد فرقا بين دراستها في مدرسة القومية الخاصة ومدرسة الجيزة الثانوية والمدرسة البريطانية والجامعة الأمريكية على الإطلاق سواء في مستوى الأستاذ والتدريس أو مستوى الطلبة.

كان مبنى المدرسة صرحا للتعليم والتربية بكل معنى الكلمة، فيخبئ بين أدواره غرفة للتربية الفنية والموسيقية ومسرح ضخم ومعمل مجهز، وحوت الفصول بين جدرانها، في كل المدارس التي مرت بها، 30 طالبا بحد أقصى، ولم يعرف الأستاذ سبيلا إلى الدروس الخصوصية والسعي فقط وراء لقمة العيش، بل كثيرا ما جلس وسط الطلبة لحل مشاكلهم بعد دق أجراس المدرسة لإعلان انتهاء اليوم الدراسي.

وتبدل الحال، فبعد أن عمدت الدولة، في فترة الستينات، إلى بناء مدرسة من وقت لآخر، وتخصيص أعلى ميزانية للتعليم والبحث العلمي يليها الصحة، وصرف راتبا كبيرا للمدرس بما يوازي 8000 إلى 10000 جنيها في وقتنا الحالي، وإعداد وتدريب المعلمين، وطباعة الكتب بكفاءة عالية، تراجع بناء مدارس على أعلى مستوى، وتم خفض رواتب الأساتذة، إلا أن الأمور بدأت تسير على نهج سليم إلى حد ما في العامين الماضيين، وذلك على حد قولها.

رصدت عينيها إغفالا تاما لتعليم الطبقة المتوسطة التي تستحق أن تنال أفضل منهج ونظام حقيقي "لأنها هي اللي بتبني البلد"، فطالما ردد البعض اعتناء المدارس التجريبية بتلك الطبقة، إلا أن هذا الأمر غير حقيقي في رأيها.

وانطلاقا من دورها ومسؤوليتها في المجتمع، بدأت سرية عبد الرزاق بالمشاركة في الاتفاق الموقع بين هيئة الإمتحانات بجامعة كامبريدج مع وحدة شهادة النيل الدولية التابعة لصندوق تطوير التعليم، وصارت عضو مجلس الأمناء وتطوير المناهج واختيار القيادات بالمدرسة.

رأت تلك المرأة الناجحة أن طلاب المدارس الدولية يعانون الآن من بعض المشاكل، على رأسها ضعف اللغة العربية لديهم، بل والخجل من التحدث بها، الأمر الذي دفعها إلى السعي وراء انتداب أساتذة مصريين متخصيين لرفع مستوى الطلبة، وانتقاء التعاليم والمبادئ المناسبة لهم من الثقافة الغربية، والارتقاء بالمستوى الأكاديمي للمناهج العالمية أيضا، حسب ما ذكرته في حديثها مع "هن".

وحول الخطة التي تتبناها سرية عبد الرزاق لتطوير التعليم في مدرسة النيل الدولية كنموذج مصري على غرار التعليم الأجنبي، اعتمدت على الإعداد والتدريب للعاملين بقطاع التعليم ككل، ابتداء من عمال النظافة بالمدرسة والمشرفين والأساتذة والإداريين، وصولا إلى إلغاء الكتب المدرسية التي تكلف الدولة والطلبة ما لا يطيقونه، والاعتماد على الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وتخصيص أنشطة إبداعية وثقافية، وتطوير مبنى المدرسة على أعلى مستوى.