أوراق تحوي قضايا ومشكلات وقوانين وأبحاث تقع عينيها عليها صباح كل يوم بحكم عملها كمدرس مساعد بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إلا أن روحها تهرب ليلا إلى عالم الخيال والحب والراحة لتكتب كلمات ناعمة داخل صفحتها "هندية"، تجذب بها "هند حنفي" أكثر من ثلاثمائة ألف شخص حتى الآن.

عمد والدها، منذ طفولتها، على إحضار أحدث إصدارات الكتب، لتجلس هي لساعات طويلة تطالع روايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي وعبد الحميد جودة السحار وإحسان عبدالقدوس الموجودة داخل مكتبة منزلها، وتشعر بالمرح وتسلية وقت فراغها، خاصة أن "طفولة التسعينيات" مكنش فيها التنوع التليفزيوني الموجود دلوقت".

كبرت تلك الفتاة العاشقة للأدب لتقرر عمل مدونة صغيرة تحمل اسم "عاملة نفسي هندية"، تكتب من خلالها ما يدور داخل ذهنها من قصص ومقالات بأسلوب ساحر يخطف القلوب، حتى تسنى لها إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملت نفس الاسم الذي تغير لاحقا ليصبح "هندية" مستمدا من اسم صاحبته شيئا له.

ساعدت دراستها لأحوال الإنسان ومتطلباته ومفهوم الحق والعدل والرحمة والخطأ والصواب لديه أن تقدم إبداعات مميزة تجد قبولا واسعا لدى الناس، وبعد أن كانت حريصة على الكتابة بشكل يومي، سحبتها دوامة الدراسة والعمل حتى صارت تبحث عن الفكرة والجودة قبل الكم، وتحول حلمها من الانتشار وحصد الجوائز إلى كتابة شيء يعبر عن حياة الناس وآلامهم.

"من الصعب استبدال سحر الكتب والمكتبات والمطبوعات بالنسخ الإلكترونية فقط" ذلك الإحساس الذي تؤمن به هند بعد أن غزت الكتابات الإلكترونية ذهن الشباب، وبدأ الجميع في القراءة السريعة عبر شاشات الهواتف و"اللاب توب"، فرائحة وملمس صفحات الكتب ما زالت تترك انطباعا خاصا لدى القارئ.

وعن إقبال جيل الشباب على الجانب الأدبي تحديدا، فالأمر في وجهة نظرها مجرد إقبال نسبي، فمحتوى الكتابة الأدبية المنتشر أقل من المستوى، بينما تجذب الكتابات القيمة جمهور القراء المخضرمين القادرين على تقييم الأعمال ومقارنتها ببعضها، أما الروايات التي تجذب الشباب عادة ما تكون إما عاطفية أو معتمدة على الإثارة بغض النظر عن عناصر الكتابة الجيدة.