"جرب نار الغيرة وقولي إيه رأيك؟"، تلك بعض كلمات الأغنية الشهيرة التي غردت بها الفنانة الراحلة وردة ونرددها حتى وقتنا الحالي، لم تمت الأغنية ولم تنطفئ نار الغيرة بعد، فمن منا لم يشعر يوما بالغيرة تجاه شريك حياته، وقفز قلبه عندما وجده يتحدث مع آخر، لكن هل تعتقد أن مشاعر الغيرة تدل على عدم ثقة في النفس ورغبة في التملك أم إنها مشاعر صادقة تعبر عن حب حقيقي؟

أوضح مقال نشرته صفحة " psychminds " بعنوان "الجانب المظلم للغيرة"، أن مشاعر الغيرة هي مجرد عاطفة طبيعية نشعر بها جميعا من حين لآخر، تعزز صحة العلاقة بين الطرفين، وأحيانا يعد الأمر مقلقا إذا لم يشعر الشريك بالغيرة تجاه الطرف الأخر، لكن إذا قمنا بتسليط الضوء على هذا المشاعر والبوح بها دائما فذلك سوف يهدد علاقتك العاطفية.

وأشار المقال إلى أن الغيرة المرضية هي تلك الغيرة العادية عندما تتطور وتأخذك إلى المبالغات الحادة والخطيرة، وتجعلك تبحث دائما عن دليل ضعيف أو دليل غير موجود على الإطلاق لتدعيم ظنونك فقط، حيث يختلق المصاب بالغيرة المرضية أدلة غير موجودة إلا في عقله ويبدأ في تطبيقها على الواقع، وهذا من شأنه تدمير العلاقة، ويرجع السبب في ذلك إلى فكرة الشعور بالخوف من ضياع الطرف الآخر من بين يديه.

وكان الباحثون في مجال علم النفس قد أجروا دراسة نشرتها مجلة الجمعية الامريكية النفسية "عاطفة" حول الغيرة لدى النساء والرجال وتأثيرها النفسي والبدني، حيث تبين أن النساء يصابن بالتوتر وتشتت الانتباه وعدم القدرة على الرؤية بصورة سليمة عندما يشعرون بالغيرة.

طلب الباحثون من النساء محل الدراسة أن يقوموا باستخراج صورة ما بشروط محددة من بين الصور الموجودة وذلك بعدما أبدى شركائهم الإعجاب بأخريات، ولاحظ الباحثون أن النساء قد فشلن في استخراج الصور المطلوبة حيث أصابتهم الغيرة بتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز ورؤية الأشياء بوضوح.

وأشار ستيفن موست أحد كبار الباحثين في هذه الدراسة إلى أن الغيرة نوع من أنواع التوتر، وكلما كان حادا كلما ازداد تأثيره بشكل أقوى، حتى يتخلل المزاج والسلوك والصحة البدنية والوعي البصري أيضا.