كتب: سامية الإبشيهي -
01:03 م | الإثنين 17 فبراير 2025
أظهرت دراسة جديدة نتائج مبهرة حول دواء ثوري قد يغير حياة مرضى السكري ويقي من السكتات القلبية، دواء «سوتاغليفلوزين»، الذي يعد من العلاجات الحديثة التي تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لمرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون أيضًا من أمراض الكلى المزمنة، وهذه النتائج تشير إلى نقلة نوعية في علاج هذه الفئة من المرضى، مما يفتح آفاقًا جديدة لمكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالسكري.
أجريت دراسة سريرية دولية واسعة النطاق على «سوتاغليفلوزين» أظهرت أن الدواء يسهم بشكل كبير في تقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض القلبية والدماغية لدى المرضى الذين يعانون من السكري وأمراض الكلى المزمنة، وتؤكد هذه الدراسة أن هذا الدواء يقدم خيارًا علاجيًا متميزًا يمكن أن يساعد في تحسين حياة المرضى وتقليل الأعباء الصحية المرتبطة بتلك الأمراض المزمنة.
وتمت دراسة SCORED على 10 آلاف و584 مريضًا، معظمهم من مرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة، وتم تقسيم المرضى عشوائيًا لتلقي إما دواء «سوتاغليفلوزين» أو دواء وهمي، وكانت نتائج هذه الدراسة مثيرة، حيث أظهرت أن المرضى الذين تناولوا «سوتاغليفلوزين» شهدوا انخفاضًا بنسبة 23% في المخاطر المرتبطة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنةً بالمجموعة التي تناولت العلاج الوهمي، ما يُعد تقدمًا علميًا ملموسًا في هذا المجال.
وقال الدكتور إسلام رشاد، أخصائي البطن والجهاز الهضمي والكبد، لـ«الوطن»، أن آلية عمل «سوتاغليفلوزين» تكمن في منع مستقبلات SGLT1 وSGLT2 الموجودة في أماكن متعددة بالجسم مثل الكلى، الأمعاء، القلب والدماغ، إذ يمنع هذان البروتينان من نقل الجلوكوز والصوديوم عبر أغشية الخلايا، وهو ما يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال، وأشار الدكتور رشاد أن هذه الآلية المزدوجة تجعل «سوتاغليفلوزين» أكثر فعالية في الوقاية من الأمراض القلبية والدماغية مقارنةً بالأدوية الأخرى في نفس الفئة العلاجية.
أوضح الدكتور رشاد في تصريحاته أن دواء «سوتاغليفلوزين» يعمل على تقليل مستويات السكر في الدم، وبالتالي يساعد في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية، وهو ما يقلل بشكل كبير من احتمال الإصابة بالسكتات الدماغية، كما أن التأثير الإيجابي لهذا العلاج على تقليل مخاطر التجلطات الدموية يعزز من فاعليته في الوقاية من الأزمات الدماغية القاتلة.
وتؤكد نتائج دراسة SCORED أهمية «سوتاغليفلوزين» كخيار علاجي جديد يمكن أن يساهم في تحسين حياة المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة، وبفضل موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية FDA لاستخدامه في تقليل مخاطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المتوقع أن يشهد هذا الدواء استخدامًا أكبر في المستقبل.
وأكد أخصائي البطن والجهاز الهضمي أن «سوتاغليفلوزين» يمكن أن يحدث نقلة في طرق العلاج للأمراض المزمنة المرتبطة بالقلب، حيث يمكن أن يؤدي استخدامه إلى تحسين نتائج المرضى بشكل ملموس في المستقبل، خاصة في الحالات التي تشمل أمراض السكري وأمراض الكلى المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.
وأشار الدكتور رشاد إلى أن «سوتاغليفلوزين» يمثل نموذجًا للتطور في مجال الأدوية التي تعالج أكثر من حالة صحية في وقت واحد، وأضاف أن هذا الدواء لا يقتصر على علاج السكري فحسب، بل يمتد أيضًا ليشمل علاج أمراض الكلى والمشاكل المرتبطة بالقلب، ما يسهم في تحسين نوعية حياة المرضى بشكل عام ويقلل من الأعباء الصحية على المستشفيات.