رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

مرض يصيب طفلك بسبب النظر للهاتف والتلفزيون فترات طويلة.. دراسة تكشف التفاصيل

كتب: سامية الإبشيهي -

09:03 ص | الخميس 13 فبراير 2025

مرض يصيب طفلك بسبب النظر للهاتف والتلفزيون

أكدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة أمام الشاشات أثناء تناول الطعام أو ممارسة أنشطتهم اليومية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، بسبب قلة الحركة وزيادة استهلاك السعرات الحرارية دون وعي، وهو ما يشكل تحديًا صحيًا متزايدًا في المجتمعات الحديثة.

 السمنة وعلاقتها بوقت الشاشة

وفقًا للباحثين في جامعة «مينهو» البرتغالية، يشير وقت الشاشة إلى المدة التي يقضيها الأطفال في مشاهدة المحتوى على الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر، أو التلفاز، وأوضحت الدراسة أن زيادة هذا الوقت ترتبط مباشرة بارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال والمراهقين، خاصة في الفئة العمرية من 7 إلى 15 عامًا، حيث يجد الأطفال في هذه المرحلة صعوبة في التحكم في نظامهم الغذائي.

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد الحوفي، الأستاذ بقسم علوم الأغذية بجامعة عين شمس، لـ«الوطن»، إن الأطفال في هذه الفئة العمرية من المفترض أن يتمتعوا بمعدل حرق جيد بسبب النشاط والحركة، إلا أن الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة يؤدي إلى انخفاض نشاطهم البدني بشكل كبير، حيث لا يمارسون الرياضة أو الأنشطة الحركية، ويفضلون الجلوس أمام الكمبيوتر، مما يزيد من خطر زيادة الوزن.

كيف تؤدي الشاشات إلى السمنة؟

تحدث السمنة لدى الأطفال نتيجة عدة عوامل مرتبطة باستخدام الشاشات، من بينها:

- زيادة تناول الطعام أثناء المشاهدة، حيث يستمر الطفل في الأكل دون وعي، مما يؤدي إلى استهلاك كميات زائدة من السعرات الحرارية.

- التعرض لمحتوى تسويقي غير صحي، إذ تروج الإعلانات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي لأطعمة ومشروبات غنية بالسكريات والدهون، مما يؤثر على اختيارات الأطفال الغذائية.

- نقص النوم، حيث يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية إلى تقليل عدد ساعات النوم، مما يؤثر على توازن الهرمونات المسؤولة عن الشهية، ويزيد من احتمالية تناول الطعام في أوقات غير منتظمة.

- استبدال النشاط البدني بالجلوس أمام الشاشات، وهو ما أكده الدكتور محمد الحوفي، مشيرًا إلى أن السمنة بين أطفال المدارس مرتفعة جدًا بسبب قلة الحركة، ما يجعلهم أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بالأطفال النشطين بدنيًا.

الأبحاث تؤكد الارتباط الوثيق بين الشاشات والسمنة

وأشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لساعات طويلة يوميًا يكونون أكثر عرضة لاكتساب الوزن الزائد، حيث كشفت دراسة أن ما يصل إلى 60% من حالات زيادة الوزن خلال أربع سنوات ترتبط بزيادة وقت الشاشة، كما أظهرت الإحصائيات أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من خمس ساعات يوميًا معرضون لخطر السمنة بشكل أكبر من غيرهم.

وأكدت الدراسات أن تأثير زيادة وقت الشاشة يستمر حتى مرحلة البلوغ، حيث يرتبط ارتفاع معدل مشاهدة التلفزيون في الطفولة بزيادة الوزن في العشرينيات، وتقدّر الدراسات أن 17% من حالات السمنة في سن 26 عامًا تعود إلى عادات المشاهدة المفرطة خلال الطفولة والمراهقة.

تلعب الإعلانات التجارية دورًا رئيسيًا في تغيير سلوكيات الأطفال الغذائية، إذ يتعرض الأطفال يوميًا لعشرات الإعلانات التي تروج لمنتجات غير صحية، مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة، وبحسب الدراسات، فإن الأطفال الذين يشاهدون هذه الإعلانات يميلون إلى تفضيل الأطعمة غير الصحية، مما يؤدي إلى زيادة استهلاكهم لها، وبالتالي ارتفاع معدلات السمنة.

وأكد الدكتور محمد الحوفي أن الإعلانات تؤثر بشكل خطير على تغيير عادات الأطفال الغذائية، حيث أوضح أن تعرض الأطفال المستمر للإعلانات يجعلهم يفضلون الأطعمة غير الصحية على الخيارات الغذائية السليمة، كما أوضحت الدراسات أن الشباب يتعرضون للتسويق عبر الإنترنت، بما في ذلك التطبيقات والألعاب التي ترعاها شركات الأغذية، مما يزيد من التأثير السلبي على سلوكياتهم الغذائية.

دور الإعلانات في التأثير على عادات الأطفال الغذائية

وتُشكل الإعلانات التجارية دورًا رئيسيًا في تغيير سلوكيات الأطفال الغذائية، إذ يتعرض الأطفال يوميًا لعشرات الإعلانات التي تروج لمنتجات غير صحية مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة، وبحسب الدراسات، فإن الأطفال الذين يشاهدون هذه الإعلانات يميلون إلى تفضيل الأطعمة غير الصحية، مما يؤدي إلى زيادة استهلاكهم لها، وبالتالي ارتفاع معدلات السمنة.

ويؤكد الدكتور محمد الحوفي أن الإعلانات تؤثر بشكل خطير على تغيير عادات الأطفال، حيث قال: أن ما يشاهده الطفل من إعلانات يؤثر على تفضيلاته الغذائية، وهو ما يجعل من الضروري توعية الأهل بمخاطر ترك الأطفال يتعرضون لمثل هذا المحتوى دون رقابة.

كما أوضحت الدراسات أن الشباب يتعرضون للتسويق عبر الإنترنت، بما في ذلك التطبيقات والألعاب التي ترعاها شركات الأغذية، مما يزيد من التأثير السلبي على سلوكياتهم الغذائية.

تأثير قلة النوم على الوزن

وإلى جانب التأثير المباشر للشاشات على زيادة استهلاك السعرات الحرارية، تساهم أيضًا قلة النوم في زيادة الوزن، حيث كشفت الأبحاث أن الأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يعانون من ارتفاع مستويات هرمون الجريلين، الذي يعزز الشعور بالجوع، وانخفاض مستويات هرمون اللبتين، المسؤول عن الإحساس بالشبع، مما يؤدي إلى زيادة استهلاكهم للطعام، كما أن قلة النوم تؤثر على قدرة الأطفال على اتخاذ قرارات غذائية سليمة، حيث يصبحون أكثر ميلًا لاستهلاك الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.

وأشار الدكتور محمد الحوفي إلى أن النوم غير المنتظم يفاقم المشكلة، قائلاً: عندما لا يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم، فإنهم يصبحون أكثر عرضة لتناول الأطعمة غير الصحية، وهو ما يزيد من خطر السمنة.

كيف يمكن تقليل وقت الشاشة للحد من السمنة؟

للحد من تأثير الشاشات على وزن الأطفال، يقترح الخبراء عدة استراتيجيات يمكن للأهل تطبيقها، منها:

تحديد أوقات محددة لاستخدام الشاشات، فيجب وضع قيود واضحة على مدة مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية، بحيث لا تتجاوز ساعتين يوميًا.

تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية، إذ ينبغي تحفيز الأطفال على ممارسة الرياضة أو اللعب في الهواء الطلق بدلاً من قضاء وقت طويل أمام الشاشات.

تناول الوجبات بعيدًا عن الشاشات، حيث يجب تعزيز عادة تناول الطعام على الطاولة دون وجود أجهزة إلكترونية، حتى يتمكن الأطفال من التركيز على الإحساس بالشبع.

تشجيع الهوايات الإبداعية، مثل تعلم العزف على آلة موسيقية، أو ممارسة الرسم والقراءة، حيث تساعد هذه الأنشطة على تقليل وقت الشاشة بطريقة ممتعة ومفيدة.

ضبط أوقات النوم، بالحرص على توفير بيئة مناسبة للنوم، والتأكد من أن الأطفال يحصلون على عدد كافٍ من الساعات يوميًا، لتجنب التأثيرات السلبية للحرمان من النوم على الوزن.

ويشدد الاستشاري على أهمية دور الأهل في تشجيع أطفالهم على ممارسة أنشطة مفيدة بعيدًا عن الشاشات، قائلاً: إنه من الضروري أن يدرك الأهل أن الحل ليس فقط في تقليل وقت الشاشة، بل في استبداله بأنشطة صحية وممتعة تعزز النشاط البدني والعادات الغذائية السليمة.