ارتفاع ضغط الدم يعرفه الأطباء بأنه «القاتل الصامت»، إذ يصيب المليارات حول العالم دون أن تظهر عليهم أعراض واضحة، ما يجعله أحد أكبر التهديدات الصحية عالميا، ورغم سهولة تشخيصه وتوفر علاجه بأسعار غير مكلفة، ما يزال أربعة من كل خمسة مصابين لا يتلقون الرعاية اللازمة، ما أدى إلى مضاعفات مميتة، مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية.

وركزت منظمة الصحة العالمية، في تقرير سابق، تم التركيز على المخاطر الجسيمة لارتفاع ضغط الدم لدى النساء، مع التحذير من تزايد حالات الإصابة، خاصة بين النساء في سن الإنجاب وما بعد الأربعين.

وأشار التقرير إلى أن عدم التشخيص المبكر وقلة التوعية بخصوص الفحوصات الدورية، يؤديان إلى عواقب صحية كارثية، من بينها مضاعفات الحمل، السكتات الدماغية، وأمراض القلب المزمنة.

ضغط الدم والنساء

بحسب تقرير «الصحة العالمية»، فإن نسبة النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة بين الفئات العمرية فوق الأربعين عامًا، كما أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالرجال، خاصة خلال فترات الحمل، وما بعد انقطاع الطمث.

وأوضح أن النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية بمعدل 30% أكثر من الرجال، نتيجة التغيرات الهرمونية والتأثيرات البيولوجية التي تجعل أجسادهن أكثر حساسية لتغيرات ضغط الدم.

أسباب ارتفاع ضغط الدم لدى النساء

هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة النساء بارتفاع ضغط الدم، من بينها:

التغيرات الهرمونية، خاصة خلال فترات الحمل وانقطاع الطمث، إذ يؤدي انخفاض هرمون الأستروجين إلى زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، فبعض حبوب منع الحمل قد تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم لدى بعض النساء، خاصة إذا كنّ يعانين من تاريخ عائلي للمرض.

الحمل وارتفاع ضغط الدم الحملي، إذ تعاني بعض النساء من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تسمم الحمل أو الولادة المبكرة.

زيادة الوزن ونمط الحياة غير الصحي، فالسمنة، وقلة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي غني بالملح والدهون المشبعة، من العوامل الرئيسية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم.

الإجهاد والتوتر، إذ تعتبر النساء أكثر عرضة للإجهاد المزمن، الذي يُشكل دورًا كبيرًا في ارتفاع ضغط الدم وتفاقم مضاعفاته.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم لدى النساء

يؤثر ارتفاع ضغط الدم بشكل مباشر على صحة النساء، مسببًا مضاعفات خطيرة، أبرزها:

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، تضخم عضلة القلب، وفشل القلب الاحتقاني.

السكتات الدماغية، فالنساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 25% أكثر من الرجال، ما يجعلهن أكثر عرضة للإعاقات الدائمة أو الوفاة.

ويؤثر ارتفاع ضغط الدم أيضًا على الكلى، وقد يؤدي إلى فشل كلوي في الحالات المتقدمة، ما يستدعي الخضوع لجلسات غسيل الكلى بشكل منتظم.

والنساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه، قد يواجهن خطر تسمم الحمل، والولادة المبكرة، أو حتى فقدان الجنين.

يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية في العين، ما قد يسبب فقدانًا جزئيًا أو كليًا للبصر.

طرق الوقاية والتعامل مع ارتفاع ضغط الدم

نشرت وزارة الصحة والسكان عبر حسابها الرسمي على «فيسبوك»، طرق التعامل والوقاية من ارتفاع ضغط الدم، على النحو التالي:

1. إجراء فحوصات دورية:

قياس ضغط الدم بانتظام يساعد على اكتشاف أي ارتفاع في مراحله المبكرة، ما يسهل السيطرة عليه قبل حدوث المضاعفات.

2. اتباع نظام غذائي صحي:

التقليل من الملح، والدهون المشبعة، والمأكولات المصنعة، وزيادة استهلاك الفواكه، الخضروات، والأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، يساعد في خفض ضغط الدم.

3. ممارسة الرياضة بانتظام:

المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا يساعد على تقليل ضغط الدم وتحسين صحة القلب.

4. تقليل التوتر والإجهاد:

يمكن تحقيق ذلك عبر ممارسة التأمل، اليوجا، وتقنيات التنفس العميق.

5. الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكافيين:

التدخين يزيد من ضغط الدم بشكل خطير، كما أن الكافيين قد يؤدي إلى ارتفاعه عند بعض النساء.

6. الالتزام بالعلاج الطبي:

إذا كانت المرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن، فمن الضروري الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب، وعدم التوقف عنه دون استشارة طبية.