كتب: دينا الجندي -
07:19 ص | الأحد 31 ديسمبر 2023
يبلغ عدد سكان الكرة الأرضية ما يقارب 7مليار و800 مليون نسمة، وفقًا لآخر إحصائية للعالم، ويمثل 6 مليار و683 مليون نسمة، أي ما يقارب 83.7% من سكان العالم، الفئة المُنكبة على الهواتف الذكية فور الاستيقاظ من النوم، لمدة 15 دقيقة، مما يؤدي إلى بعض المشاكل النفسية، ولاسيما إن استيقظوا على «إيميل من الشغل».
وفقًا لما ذكره الدكتور وليد هندي، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، فإن تصفح «ميل العمل» فور الاستيقاظ، ينتقل المخ من موجة دلتا الهادئة، بطريقة فُجائية للموجة بيتا ذات طاقة التركيز الشديد، متجاوزًا المرور بالموجات التي بينهم، مما يؤثر على البنية الأساسية للمخ، وعلى الصحة العامة للإنسان، مما يحفز إفراز هرمون الدومابين، إذ يؤدي إلى طريق الإدمان للموبايل.
وفقًا لما أثبتته دراسات بالجامعة السويدية، فإن استخدام الموبايل عند الاستيقاظ من النوم، يزيد من الإصابة بمخاطر اضطرابات النوم، ويزيد من معدل الاكتئاب، وخاصًة عند فئة الشباب، وعلى خطى الدراسات أكد دكتور وليد هندي، أن هذا التصرف، يمنعهم من الهدوء، والتنعم باليوم قبل بدئه، مما يزيد من معدل التوتر، والإصابة بالقلق المفرط، بجانب العصبية الزائدة، بالإضافة لانعدام التركيز والشرود بطريقة اللاوعي، والارتباك عند اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى تدهور حياته وهبوط جودتها بصفة عامة، وقلة إنتاجيته على مدار يومه بصفة خاصة.
بحسب تصريحات «هندي» لـ«هُن» يؤدي الانشغال بالموبايل فور الاستيقاظ إلى مشاكل اجتماعية بجانب الصحية، إذ يعمل على الإلهاء عن تأدية المهام الاجتماعية، ويودي إلى إعاقة الذهن، وتأخير الأنشطة الاجتماعية الضرورية، مثل الرياضة، وأداء الفروض الدينية، مما يدفعك لتغيير أولوياتك الإنسانية، ومع المدى يتطور الوضع لمرحلة الاضطراب النومي، المتمثل في الخوف من عدم لحاق المهام العملية، ويُهيئ للمخ في أحلامه وصول رسائل من مقر عمله ليس لها وجود بالواقع، فضلًا عن الدخول في مُتلازمة عالم الفقاعة، ومشاكل أسرية، وتقلب المزاج، بالإضافة لفقدان الشهية، بجانب الإرهاق الشديد المؤدي للانهيار وفي بعض الأحيان يتطور الأمر للوفاة، حيث أكدت الدراسات أن الاستيقاظ من النوم على رسائل العمل تسببت في إصابة الكثيرين بالسكتة الدماغية، ومن ثُم الوفاة.
ونصح استشاري النفسية بعدم فتح الهواتف الذكية فور الاستيقاظ، وجعل الهاتف بوضع الطيران، لحين الدخول في مرحلة الموجة بيتا، للحفاظ على توازن القوة الذهنية، والسماح للعقل بالبدء الهادئ لليوم، وممارسة الحياة بأريحية، مشيرًا لبعض الأنشطة الإنسانية، مثل سماع الموسيقى، وممارسة الرياضة، والابتسام بوجه الأخريين، أو تحسين العلاقات الأسرية بتحضير الفطور مع الأطفال.
