«يوسف شعره كيرلي وأبيضاني وحلو».. ربما مر شهران على سماع هذه الكلمة التي اخترقت قلوبنا قبل أن تخترق آذاننا، من أم مكلومة، احترق قلبها على «ضناها» فلذة كبدها، وهي تصرخ داخل أحد المستشفيات تبحث عن نجلها، قائلة: «فينه يوسف شوفتوا يوسف.. يوسف شعره كيرلي وأبيضاني وحلو» قبل أن يجده والده الذي يعمل طبيبا بنفس المستشفى شهيدًا، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله. 

والد الطفل يوسف «أبو شعر كيرلي».. مستمر رغم القصف

داخل مستشفيات خان يونس، يظل الطبيب محمد حميد، طبيب الأشعة الفلسطيني الذي يعمل بمستشفى ناصر بمدينة خان يونس، ووالد الطفل يوسف، يقوم بعمله على أكمل وجه، لا يدخر جهدًا ولا يخشى القصف ولا أصوات الدمار والاحتلال، كل ما يخشاه أن يجد أطفال غزة تلقى مصيرها بمصير نجله الشهيد «يوسف» إذ يحاول إسعافهم بكل ما استطاع إليهم سبيلًا: «مستمر في عملي من أول يوم حصل فيه القصف وفقدت فيه ابني وروحي يوسف، موجود بعمل واجبي لأنه دوري تجاه الكل، بشوفهم كلهم أولادي، بشوف فيهم يوسف، ودايمًا في حالة طوارئ».

والد الطفل يوسف «أبو شعر كيرلي» يستغيث مُجددا.. ماذا حدث لباقي أولاده؟

من منزلهما الذي ابتلعه الرماد والركام للمخيمات، كانت رحلة قاسية عاشتها أسرة الطفل يوسف، بعدما قُصف منزلهما وفقدوا طفلهما، فضلًا عن الحالة النفسية السيئة التي تعيشها الأم «روان» وأبناؤها الثلاثة، إذ عاد الأب اليوم يتسلل الخوف فؤاده من أن ينال الاحتلال فردًا من أفراد عائلته الصغيرة، مستغيثًا عبر «هُن» بخروجهما من قطاع غزة: «أنا نفسي مراتي وولادي يخرجوا، والدتها هنا يا ريت يروحولها، أو بس يطلعوا برة فلسطين، وأنا هما وسط المصابين بعمل شغلي لكن خايف عليهم». 

حالة نفسية سيئة ممزوجة بالخوف والكوابيس يعيشها باقي الأشقاء، وفقًا لما ذكره الأب «حميد» طبيب الأشعة، مختتمًا: «كل اللي بتمناه يطلعوا من هنا أنا عادي افضل لكن هما مراتي وباقي ولادي بيعيشوا أجواء من الرعب والخوف، والحالة النفسية السيئة خايف يحصلهم حاجة وكل اللي نفسي فيه يلفتوا بأرواحهم»