«شوفتوا يوسف.. يوسف شعره كيرلى وأبيضاني وحلو».. كلمات مزقت القلوب، وعلقت بالأذهان، رددتها الأم المكلومة على ابنها.. الفلسطينية روان حسن، وهي تبحث عن قطعة من فؤادها رحلت بسبب الاحتلال الإسرائيلي، «يوسف» الذي قصفه الاحتلال منذ أسبوع وهو بمأواه ومنزله رفقة أشقاؤه، لينهار المنزل عليها قبل أن تطعمه والدته الوجبة التي طلبها منها، ليرحل بحلم بسيط، ويترك أسرته تناجيه ليل نهار، ولكن دون جدوى.

«شعره كيرلى وأبيضانى وحلو» كلمات عُرف بها الطفل يوسف، صاحب الـ 7 سنوات، فظل أيقونة للأطفال الفلسطنيون من الشهداء، الذي لفظ انفاسه الأخيرة وظلت سيرته وكلمات والدته معلقة بأذهان، فيما تملأ صوره مواقع التواصل الاجتماعي، مُرفقة بكلمات التعازي والدعاء. 

«شعره كيرلي وأبيضاني وحلو» والدة الطفل يوسف تروي لحظاته الأخيرة: «حضنا كلنا وطلب أكل» 

«شعره كيرلي وأبيضاني وحلو».. ماذا حصل في عائلة الطفل يوسف بعد استشهاده بأيام؟

أسبوع من الأسى والحسرة، مر على الأسرة الفلسطينية، بعدما فقدت طفلها «يوسف» ربما لم تنقل الكاميرات سوى جزء بسيط من معاناتهما، مأساة الأب المكلوم، والأم المصدومة، والشقيق الأكبر الذي كاد يذهب عقله من صدمة وداع شقيقه وصديق عمره، ليصرخ «هاتولي يوسف.. يوسف فينه».

واليوم وعقب مرور أسبوع على استشهاد الطفل «يوسف» كشف والده الطبيب محمد حميد أبو موسى، طبيب الأشعة الفلسطيني الذي يعمل بمستشفى ناصر بمدينة خان يونس، لـ«هُن» ما حدث لأسرته عقب وداع طفلهما، مؤكدًا إن حالة الإبن «حميد» تتحسن شيئًا فشيًا، خاصة وإنه يمر بحالة من الصدمة فور إعلان وفاة شقيقه أيضًا. 

وأوضح والد الطفل يوسف، إن زوجته تحاول التعافي خاصة وأنها أم لـ 3 أطفال، أما عنه، فلم يترك الطبيب عمله حتى مع هول الصدمة التي حلت عليه، إذ عاود عمله بالمستشفى لإنقاذ الجرحى والمصابين من أهالي فلسطين. 

مقطع فيديو كاد يبكي العالم العربي، لوالدة الطفل يوسف، وثقته الكاميرات وهي تبحث عن نجلها بعد القصف رفقة زوجها، لتطيل رحلتهما قبل أن يجدوه بثلاجة المستشفى بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة.