كتب: آية أشرف -
05:43 ص | الجمعة 08 ديسمبر 2023
داخل حي اليرموك، في قطاع غزة، الأراضي مُبللة بالدماء، ربما ارتوت بدماء الشهداء، 100 فرد من عائلة واحدة كانت الأنقاض مصيرهم الأخير بعدما قصف الاحتلال الإسرائلي منزلهم والمنازل المجاورة، لتصبح مكانهم الأخيرة، ما عدا صوت ضعيف جاء من وسط الأنقاض.
«أمانة طلعوني آخر واحدة، انقذوا عائلتي».. هو الصوت الواضح للمسعفون ورجال الدفاع المدني، فكانت الطفلة ألما، في الثانية عشر من عمرها، هي الأقرب بين الحطام، لا تفكر سوى في اشقائها ووالديها وعائلتها «ساعد أمي وأبي واخوتي وجدتي وكل حاجة، ما عدا أنا ساعدني آخر واحدة»، باتت ترددها إلا أن القدر كان سطر كلمته، لتخرج الطفلة الفلسطينية «ألما» على قيد الحياة وتستشهد عائلتها.
وفي أول تعليق حول مصير الطفلة «ألما» كشفت جيهان جعرور، عمتها أن جميع أفراد العائلة استشهدت أسفل الأنقاض ولم تنجو سوى ابنة شقيقها «ألما».
توفي الأب والأم والإخوة، والأجداد، والأحفاد، وأولاد العم وأولاد العمة، 100 شهيد بحسب ما ذكرته «جعرور» لـ «هُن»: «الحقيقة إن كل العيلة ماتت واستشهدت، ألما بس اللي نجت، كل العيلة ما يعادل 100 شخص من عيلتنا استشهد تحت الأنقاض، كانوا آمنين في البيت، مدنيين مالهومش ذنب، كله مات ومتبقاش إلا ألما ابنة اخويا اللي استشهد هو وكل اسرته».
صمود كالجبال تتحدث به العمة التي فقدت 7 من أطفالها، وحالفها الحظ بوجودها في مصر، ولا تعيش مصاب أسرتها، موضحة: «جيت مصر قبل الحرب بأسبوعين أكشف على ابني وأقدمله في جامعة الزقازيق، أنا وجوزي، وسبنا أطفالنا هناك، فجأة الحرب قامت ومعرفناش نرجع، كل يوم كنت أسمع صوتهم قبل ما أعرف من الأخبار إنهم استشهدوا».
7 أطفال لا حول لهم ولا قوة لفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الأنقاض بجانب ابنة خالهم «ألما»: «ماتلي الـ7، واتحرمت أودعهم، أنا هنا مع جوزي وابني، والسبعة راحوا، وعرفت الخبر من التلفزيون، قضاء ربنا وكلنا في غزة شهداء بس يجي الدور».
غرفة بدورة مياه داخل الزقازيق ضمت السيدة شيرين وزوجها ونجلها، بعدما نفذت أموالهم وفقدوا أسرتهم، ولم يتبقى لها سوى «ألما» النازحة إلى رفح: «فلوسنا خلصت، مش عارفة أكمل مصاريف جامعة الزقازيق لابني، وقاعدين في أوضة بحمام لحد ما ألاقي أنا أو جوزي أي شغل نقدر نقف على رجلينا».
استغاثة من السيدة بعودة الطفلة ألما، ابنة شقيقها لحضنها: «ألما دلوقتي لوحدها مع الجيران ومصابة، نناشد تيجي هنا تتعالج وتعيش معايا أنا اللي بقيالها، وتعوضني عن عيالي، نفسي تيجي هنا تتعالج وتعيش»