كتب: أمنية شريف -
06:24 م | الثلاثاء 07 نوفمبر 2023
«الوضع بات كارثيًا» جملة وصفت الأوضاع في فلسطين التي تعاني من حرب لا إنسانية منذ نحو شهر، وقصف متواصل من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، المعاناة لم تقتصر على نفاد الوقود والطعام والمياه وانقطاع الكهرباء والاتصالات، بل وصلت إلى حد التأثير على صحة سيدات غزة، اللاتي قررن تناول حبوب منع الحمل، كإحدى وسائل إبطاء دم الحيض خلال الدورة الشهرية، بعد أنّ تقطعت بهن سبل النجاة وأصبحن يبحثن عن أبسط حقوقهن الصحية.
«لا فوطة ولا مياه ولا شي بنعرف نستخدمه في الدورة الشهرية، اضطريت آخذ حبوب منع الحمل بطريقة مكثفة، بحاول إبطاء الدم كتير خايفة، لكن ما عندي مظاهر العيش، كيف بستحمل؟»، بهذه الكلمات روت السيدة روان محمد، إحدى الفلسطينيات، لـ«الوطن»، الوضع في غزة، واضطرار الكثيرات لتناول حبوب منع الحمل، في محاولة لتقليص نزيف الدورة الشهرية، مع تقليل عدد أيام وكمية التدفق وبشكل عام.
يساعد تناول حبوب منع الحمل على إبطاء النزيف، وهو ما جعل بعض السيدات تفكرن في تناوله، بحسب سارة قيص، إحدى السيدات الفلسطينيات: «طلبت من مورد دواء عندنا يجيب لي حبوب منع الحمل عشان أوقف الطمث، حاولت كتير ماعملش ده، لكن بعد 30 يوم من قصف الاحتلال الإسرائيلي، وإحنا بنعاني، كيف أخدها ومفيش مياه؟».
أوضحت ماجدة راشد، استشاري أمراض النساء والتوليد والفحص بالموجات فوق الصوتية، لـ«الوطن»، أنه بالفعل حبوب منع الحمل تعمل على جعل دم الحيض أكثر انتظامًا، لكن يوجد أنواع عديدة لحبوب منع الحمل، وتناول أية حبوب دون استشارة طبيب، ودون أن تكون مخصصة لكل حالة على حدى هو ما يؤثر على الصحة، لذلك يجب الحذر الشديد من الآثار الجانبية المصاحبة لها، وهو ما أوضحه «مايو كلينك»، الموقع الطبي المتخصص، إذ أشار إلى أنه من الممكن منع حدوث الدورة الشهرية، بالتناول المستمر لحبوب تنظيم النسل، وهي حبوب بجرعة هرمونية مختلفة، وتؤخذ حبة واحدة يوميًّا في وقت محدد، لذلك يجب أنّ تكون باستشارة الطبيب.
وأضافت «راشد»، أنه يوجد آثار جانبية لتناول أي حبوب منع للحمل، تمثلت في التالي:
- الشعور بالدوخة وأحيانًا القيء.
- الإصابة بالصداع والاكتئاب.
- يزيد تناول حبوب منع الحمل، من خطر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأزمة قلبية.
- تختلف الجرعة بحسب نوع الحبوب، لذلك يجب قراءة النشرة الطبية المرفقة جيدًا للتعرف على الجرعة الصحيحة.
وأوضحت أنه يوجد موانع استخدام حبوب منع الحمل، تتمثل في التالي:
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- احتمالية الحمل مع الإصابة بأي أمراض مزمنة.
- وجود إصابة سابقة بجلطات دموية أو سكتة دماغية.
- وجود تاريخ من الإصابة السابقة بأحد الأورام.
- وجود نزيف حيض غير طبيعي.
- الإصابة بمرض كبدي نشط، إذ إنّ حبوب منع الحمل تُفاقِمَ مرض الكبد.
- الإصابة بالصداع النصفي المرتبط بأعراض بصرية معينة أو عصبية أخرى.
- قد تؤثر حبوب تنظيم النسل على مستويات الكوليسترول، ويتوقف مدى هذا التأثير على نوع الحبوب الذي يجري تناوله.
