كتب: نرمين عزت -
03:17 م | الإثنين 06 نوفمبر 2023
لم تعتد على منظر صدف البحر مبعثرًا على الشاطئ تغمره الرمال وتشوه منظره الجميل، ما دفع نورا العتمة لجمع صدف وزلط البحر لقرابة الأربعين عامًا من على شواطئ بورسعيد، في كل مرة تبحث عن أشكاله الفريدة بلا كلل، حتى أصبح لديها حصيلة كبيرة منه في بيتها، ما دفعها مؤخرًا لاستغلاله من الناحية الفنية في مشروعها الجديد، تزين به زجاجاتها الفارغة، وتعيد إليها الروح والبهجة، وتزين به إطارات المرايا، والحقائب وغيرها من المنتجات التي تروج لها كمشروع فني.
على مدار الأعوام الماضية، في كل مرة تسير نورا العتمة، على الشاطئ تجمع حبات الزلط والصدف التي تجذبها من أول نظرة، لا تريد أن تترك كنوز البحر تتوه بين حبات الرمال، وسرعان ما تجمع أشكالها الملونة والغريبة، مثل نجوم البحر، حتى أصبحت عادة لا تنقطع عنها منذ طفولتها وفي طريقها إلى البيت تغمرها السعادة بكنوزها الصغيرة التي تنظفها من الأتربة والرمال، وتحتفظ بها في صناديق خاصة.
تقول نورا، لـ«هُن»: «عندي عادة أني أمشي على البحر من سنين، وبدأت بأني أنقي الزلط من على الشط وأنا ماشية، وكل مرة أرجع البيت بكيس مليان أنضفه وأعينه»، مع الوقت تحولت العادة لتقليد لم تتخل عنه، حتى وصلت الأربعين من عمرها، وفي كل يوم ترى شكلًا جديدًا، لتقرر أخيرًا ربط عادتها بمشروع مربح، بجانب عملها كإدارية في إحدى المدارس الدولية.
مع الوقت وبعد جمع كمية كبيرة من الأشكال البحرية المختلفة، بدأت نورا، في تلوينها، لتبدأ هواية جديدة لم تكن تعرف عنها شيئًا، تسخر بها مئات الحبات المخزنة في بيتها، وتسعى لجمع المزيد: «من فترة مسكت واحدة وبدأت أرسم عليها، ولقيتني مبسوطة أني عملت حاجه حلوة، بس الفكرة أني مكنش عندي ألوان خاصة بالفن ده».
تضيف: «علشان كده يوم عيد ميلادي، لقيت بنتي مهادياني بعلبة الألوان، طبعاً فرحت جداً خصوصاً أنها غالية، وبدأت شوية شوية أرسم وأكتب، وكل ما أعمل حاجة ألاقيني فرحانة وإحساس حلو جوايا»، كانت علبة الألوان البسيطة والأشكال الجميلة التي جمعتها من البحر وسيلة «نورا» لتجد شغفها وما تحلم به أخيرًا: «كنت زي اللي لقى شغفه أخيرًا، هو ده الإحساس اللي حسيته».
في وقت قصير أنتجت «نورا» مئات القطع الفنية الفريدة من إعادة التدوير، فقط تجمع الزلط وترسم عليه أو تزين به الأشياء القديمة، مثل برطمانات فارغة أو حقائب أو حتى حواف المرايا في المنزل، وبعدها أنشأت صفحة عبر «فيسبوك» تعرض عليها تلك المنتجات: «عملت أشكال كتير كلها من الزلط، وماكانش الموضوع جاي معايا شغل خالص، كان للمتعة بس، بنتي اللي دخلت فكرة المشروع في دماغي، مع إن إحساسي بكل قطعة رسمتها كأنها جزء مني مش متخيلة أني أستغنى عنه، وواحدة واحدة بدأت تجيلي أفكار تانية غير الرسم على الزلط، في أني أستخدم كمان الصدف وإزاز البحر في الديكور».