أشلاء في كل مكان، ركام مباني دكت فوق رؤوس أصحابها، مستشفيات معدومة الإمكانيات تستقبل مئات الشهداء والضحايا كل ساعة، لا مكان آمن، البيوت قصفت، حتى المستشفى والمسجد والكنيسة قصفوا، كل رقعة في قطاع غزة وبعض الأراضي الفلسطينية المحتلة تواجه القذائف والصواريخ والمتفجرات الإسرائيلية دون رحمة، أوضاع قاسية يعيشها الأهالي، من بينهم كبار السن والأطفال والنساء، الجميع في مرمى النيران والموت منذ أكثر من أسبوعين، شهداء وجرحى ومفقودون بالآلاف.

وبشعر يكسوه الشيب يظهر من الحجاب الفلسطيني الأخضر المنقوش، الذي كانت تشتهر به نساء فلسطين قديما، يعلوه شال أبيض طويل، ظهرت سيدة مسنة نجت للتو من القصف الإسرائيلي، تجلس هادئة، تمسك صورتها القديمة باعتزاز، وكشفت عن هويتها الشخصية الزرقاء اللون، لتثبت للعالم أجمع أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض.

أنا أقدم من إسرائيل

«أنا أقدم من إسرائيل»، بصوت صاحب الحق القوي، جاءت كلمات المسنة الفلسطينية هادية محمد حسن، من مواليد 1944، التي ولدت على الأراضي الفلسطينية، قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي أستحوذ عليها، وأعلن عن قيام دولته عام 1948، وتظهر بالصورة وهي تجلس بجوار فرن قديم على الأرض خلال عملية إعداد الخبز الفلسطيني.

الأرض لنا وهويتنا فلسطين

تفاعل كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على فيديو السيدة المسنة الفلسطينية بعد انتشاره، إذ كتب مازن علامي معلقا: «ما شاء الله يعطيها الصحة والعافية، فعلا الحاجة أقدم من وجود فلسطين»، ودون عيسى الخطيب: «الله يطول بعمرك وتعيشين فرحة زوال الاحتلال الصهيوني عن فلسطين إن شاء الله»، وكتب طارق أبو هنا: «الأرض لنا وهويتنا فلسطين».