كتب: آية المليجى -
06:36 م | السبت 26 أغسطس 2023
روح هادئة وملامح جميلة لا تعكس عمر «رشيدة» الحقيقي، إذ تحمل بين يديها قطعة من الكيك تزينت بشمعة عيد ميلادها الـ99، الذي احتفلت به بين أفراد عائلتها، وتحديدًا من أبناء الجيل الرابع، فهي السيدة المسنة التي تعاقبت عليها أجيال العائلة وعاصرت أحداثا لا تكفيها جلسة واحدة من الحكايات التي تتذكر وقوعها كأنها البارحة.
«أحلى 99» كلمات موجزة اكتفت بها آية هشام، للتعليق على صور الاحتفال بعمة والدتها، لتصير في مقام جدتها، عبر إحدى صفحات موقع «فيس بوك»، التي سرعان ما تفاعل معها رواد التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الذهول والإعجاب لاحتفاظ السيدة المسنة بجمالها رغم ما جاوزته من عمر.
تورتة وشمعة وتاج يحمل كلمات التهنئة بالعام الجديد، هكذا رسمت الفتاة العشرينية خطتها للاحتفال بعيد الميلاد، لتزيد من فرحة جدتها بالتقاط الصور العفوية التي أظهرت مدى سعادتها: «اتبسطت جدًا بلمتنا حوليها» لتقرر «آية» نشر الصور عبر «فيس بوك» لكنها لم تتوقع حالة التفاعل التي صاحبتها: «مكنتش متوقعة كل التعليقات».
التساؤلات التي تلقتها «آية» حول السر وراء احتفاظ جدتها بملامح لم تظهر عمرها الحقيقي، أجابت عنها خلال حديثها لـ«هن»، فهي السيدة التي اعتادت الاستيقاظ مبكرًا وتناول الطعام الصحي والمزيد من شرب المياه فضلًا عن الانتظام في تناول الأدوية بمواعيدها: «هي بتحب تهتم بنفسها».
وداخل أحد منازل محافظة الإسكندرية، تعيش «رشيدة»، برفقة أسرة ابنة شقيقها، فهي السيدة التي لم يقسم الله لها بالإنجاب لتضع مشاعر الأمومة في أبناء أشقائها، بعدما فقدت زوجها قبل قرابة الـ70 عامًا، واختارت العيش على ذكراها ولم يخل يومها من الحديث عن حبها إليه: «مفكرتش تتجوز بعده.. ودايمًا تفتكر أنه كان راجل طيب وحنين وكريم».
نحو 4 أجيال من العائلة تعاقبت على «رشيدة» فصارت بمثابة الأم والجدة لأقاربها، تجمعهم العلاقات الطيبة، التي روت «آية» بعضًا من ملامحها: «بتكون عاوزة تطمن على كل واحد فينا.. لو حد متأخر عن البيت تفضل قاعدة مستنيها» وتزيد من فرحة أحفادها حين تبادلهم الهدايا في أعياد الميلاد والمناسبات: «كانت بتحب دايمًا تجبلي هدية عيد ميلادي».
احتفال «رشيدة» بعامها الـ99 عامًا لم ينسيها ذكريات عمر مضى ذاقت حلاوته وتحملت مرارته، فتستدعي الأحداث كلما أتاحت لها الفرحة من تجمعات عائلية: «هي فاكرة كل حاجة كويس.. هي عاصرت الطاعون وأيام ما كان الحجاج بيروحوا الحج على الجمل.. وطبعًا عاصرت الملك فاروق وكل الرؤساء في مصر».