داخل كوريا كان اللقاء الأول بين ابنة بورسعيد إسراء السقا، 31 عامًا، وزوجها الكوري ريان كيم، إذ ضلت الطريق ولم تجد سواه للسؤال عن أقرب محطة قطار بعد تعطل هاتفها، لتتحول الصدفة للقاءات صداقة تبادلا فيها المعلومات عن البلدين قبل أن تصل للحب والزواج، بل وإنجاب طفلتين بملامح كورية ولسان عربي مصري. 

الحكاية بدأت من مصر 

على الرغم من دراستها الكمبيوتر وعلوم الحاسب، قررت إسراء تعلم اللغة الكورية التي انجذبت إليها وقررت إتقانها وتفتح لها مجالات عمل مختلفة وأبواب منح لم تكن في حسابها: «أنا مصرية أبا عن جد ماليش أي أصول تانية، اشتغلت في أماكن مختلفة لحد الدراسة في المركز الثقافي الكوري في بورسعيد، ومنه لإحدى فروع شركة كورية في مصر، اللي من خلالها قدرت أروح منحة للبلد، قبل ما أقرر أنا أسافر تاني، وأنا مبهورة بثقافتهم».

رحلة جديدة تبدأ في حياة الفتاة المصرية: «درست وهناك اتعرفت على مديرتي من 8 سنين، اللي علمتني مع الشغل والدراسة وهناك اشتغلت واتخصصت في الترجمة». 

صدفة في الشارع اتحولت لزواج 

صدفة جمعت بين إسراء، وريان، منذ سنوات، داخل أحد شوارع كوريا كانت السبب في معرفتهما لبعضهما البعض: «كان تليفوني فاصل ومحتاجة أوصل لأقرب محطة مترو وسألته وساعدني، وبعدها أصبحنا على تواصل لأنه مجرد ما عرف إني مصرية حب جدًا يتعرف على تاريخ وثقافة البلد وأنا كمان نفس الشيء».

آية الكرسي قربتنا من بعض

عفوية شديدة من «إسراء» كانت السبب في بحث «ريان كيم» عن الإسلام، خاصة إنه لم يكن يعتنق دينًا من قبل، عقب مروره بحالة من الأرق الدائم، بحسب حديثه لـ«هُن»: «قالي إنه عنده أرق ومش بينام وأنا بشكل عفوي قولتله اقرأ سورة الكرسي وادتهاله مسجلة، وبعدين قررت متكلمش في الموضوع لأني مقصدهوش ولكن رديت بتلقائية قبل ما يقولي إنه سمعها بالفعل».

سماع كلمات سورة الكرسي كانت دافع للأخير للبحث حول الدين الإسلامي: «بحث عنه سنة كاملة بدون علمي، وبلغني في اليوم اللي استلم فيه شهادة إشهار الإسلام هنا، ووقتها قلتله إني هعرفه على بنت كورية مسلمة متمعنة في الدين أكتر مني».

طلب بالزواج وتبرع بالفرح 

لم يمر الأمر أكثر من عام، خاصة بعد إشهار «كيم» إسلامه إلا وطلب الزواج من الفتاة المصرية، التي رفضت في البداية بحجة عزوفها عن الأمر، لكنه نجح في إقناعها: «كلم أهلي واقتنعوا بيه جدًا، وكمان أهله وافقوا عليا، وقررنا إننا نعمل احتفال هنا في كوريا بحضور أهلي، وبعدها نعمل فرح كبير في مصر».

لم تكتمل خطط الزوجين، إذ هاجمت كورونا البلدين، وأغلقت المطارات ليتم الزواج في كوريا دون حضور أسرتها، فضلًا عن حرمانها من الاحتفال بمصر أيضًا: «لما كل حاجة اتعطلت أهلي مقدروش يسافروا ولا أنا، عملنا هنا احتفال في كوريا وأعلنا زواجنا هنا، وقررنا بفلوس الفرح اللي كان هيتعمل في مصر نتبرع بيها للمحتاجين».

بقى عندنا بنتين وبكلمهم مصري

«جميلة وحبيبة» ثمرة زواج الثنائي، اللاتي يبلغ أعمارهن عام، وعامين، فقط لم تهمل «إسراء» تعليمهم اللهجة المصرية: «طبعًا بتكلم معاهم عربي عشان يتعودوا وكوري لأنها وسيلة التواصل بينا، وفي حضور والدهم بتكلم كوري بس».

«مقدرش أعيش من غير كيم».. بهذه الكلمات وصفت «إسراء» زوجها إذ أكدت إنه شريك حياتها الذي يشاركها جميع الأمور والاهتمامات: «بيساعد في البيت، وبيعمل أكل الأطفال معايا كل حاجة بيقسمها معايا ومقدرش أبدًا استغنى عنه».