كتب: غادة شعبان -
04:02 م | الخميس 20 يوليو 2023
واحدة من السيدات النابغات اللاتي سبقن عصرهن وجيلهن، تمتعت بذكاء وفطنة، تتلمذت على يد الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي وتأثرت في طفولتها بثورة 1919، والدها من أصل كردي ووالدتها من أصول شركسية، كانت أول فتاة تلتحق بجامعة فؤاد الأول، التي عُرفت فيما بعد باسم جامعة القاهرة، وكانت الفتاة الوحيدة من بين 14 زميلًا من الشباب في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، كما كانت أول امرأة لها تصريح للعمل في مجال الصحافة المصرية (صحفية رسمية)، هي الدكتورة سهير القلماوي.
ويتزامن اليوم 20 يوليو، ذكرى ميلاد الدكتورة سهير القلماوي، أول امرأة تحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة.
ويُقدم «هُن» خلال السطور التالية، مقتطفات من حياة الدكتورة سهير القلماوي، في ذكراها، وفق حديث الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع السياسى والعسكري، وأول أستاذة مصرية تُدرس بجامعة ألفريد بولاية نيويورك، خلال استضافتها في برنامج«الستات ما يعرفوش يكدبوا»، قائلةً: «الدكتورة سهير كانت أول امرأة تدخل الجامعة».
«تحمس لها لطفي السيد رئيس الجامعة في ذلك الوقت، ومنحها حق اصطحاب حرس لمنزلها»، عبارة واصلت من خلالها الحديث عن الدكتورة سهير القلماوي، خلال استضافتها في برنامج «الستات ما يعرفوش بكدبوا»، قائلةً: «كانت البنت الوحيدة في كلية الآداب، وأحيطت بهذا الجو من الرعاية والعناء لموهبتها الصاعدة، لكن كانت في فترة المجتمع يتوخى الحذر بسبب قامات السيدات، وقدم لها طه حسين الفرصة للخروج عن المعتاد في الدراسات في قسم اللغة العربية، درست أدب الخوارج في العصر الأموي وكان شيء ممنوع، وأكملت مسيرته بقوة، وأحد تلامذتها قال عنها إنها حافظت على كرامة الموعودين».
كما تطرقت لذكر موقف للدكتورة سهير القلماوي مع أحد طلابها، قائلةً: «كان في أحد تلامذتها بعد أن أصبحت أستاذة متفرغة، قال لها مش هقدر أروح الكنترول، لأن عميد الكلية قابلني وقالي ممنوع دخول المعيدين، راحت رافعة التليفون وقالت سيادة العميد اتفضل عندي في المكتب، ولما راح لها قالت له اعتذر للمعيد، أنا لا أربي إلا رجال يشعرون بكرامتهم لأنك بالطريقة دي هتطلع نوعية تتقرب وتنافق».
وعن حياتها الأسرية، قالت الدكتورة هدى زكريا عن أصول سهير القلماوي: «هي مدافعة فكرية عن قضايا مهمة، والتاريخ إداها دور وكانت قده، هي فتاة ذكية ومن أسرة لفتاة لم تسمح بالزواج أقل من 20 عاما، والدها كان طبيبا من أصل كردي وهوية مصرية والأم شركسية وعاشت في القصور ونشأت في منزل له طبيعة محافظة جدًا وبفكر مستنيرًا».