11:02 م | الأحد 18 يونيو 2023
عانت منذ نعومة أظافرها من تشوهات في أصابع يديها الاثنين، أشعرتها تارة بالإحراج وأخرى بالثقة بالنفس؛ إذ حولت إعاقتها وتحدت نفسها، لتتفنن في رسم لوحات تخطف الأنظار، وبأنامل غير مكتملة الأطراف، احترفت أكثر من فن خاصة البورتريه، حتى التحقت بكلية الفنون الجميلة.
نورهان ضياء الدين، التي تبلغ من العمر 18 عامًا، تدرس بالفرقة الأولى بكلية الفنون الجميلة، تحكي لـ«هن»، أنها بدأت هواية الرسم في وقت مبكر، وتعلمت خلال تلك المدة، كيفية الإمساك بالقلم الرصاص والريشة، فأصبحت تلون بخفة الفرشاة، وتدب الحياة في الشخصيات التي تخطها، حتى أبدعت في رسم أشهر الممثلين والممثلات بسهولة كبيرة.
بداية من ملك الكوميديا سمير غانم، إلى الممثل أحمد حلمي، محمد رمضان، وأحمد مكي، استطاعت الفنانة الشابة، أن تحترف تفاصيل لوحاتها بدقة شديدة، ورغم صعوبة الإمساك بالأدوات، نتيجة ولادتها بعجز في نمو الأصابع، إلا أن ذلك لم يعيقها عن الاستمرار، وفقا لها: «كانت عندي الموهبة من وأنا في الابتدائي، وفي 2019 بدأت أشاهد فيديوهات وأطور من نفسي أكتر، وقدرت أتغلب على مشكلة إيدي».
حلم راودها منذ الطفولة، أن تدرس بكلية الفنون الجميلة، وبالفعل قدمت أوراقها، وكانت تشعر بالقلق من رفضها، إلا أنها تفاجأت بقبولها، كما أن إدارة الكلية أعفتها من مصاريف السنوات الدراسية، بحسب ما ذكرته لـ«هن»: «كنت فرحانة جدًا بقبولي، واتعلمت قبل دخول الجامعة الرسم، وبالتالي وصلت لمستوى جيد، وده خلاني عندي القدرة إني أشتغل بطريقة مميزة عن زمايلي».
بخامات متنوعة وباستخدام أقلام الحبر والفحم، بالإضافة إلى الأكريلك والألوان المائية والخشبية، تمكنت «نورهان» من استعادة ثقتها بنفسها من خلال هوايتها الفريدة، فبعد سنوات من الخوف من مواجهة الآخرين بفنها، أصبحت تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، جميع اللوحات، فضلًا عن أنها تروي لـ«هن»، أنه بدون دعم عائلاتها لم تكن لتصل: «والدي وأمي، وأختي كانوا الداعم الأول ليا، بالإضافة لجدو وتيتة، وكان يعجبهم رسمي، ويقولوا لي: هتكوني فنانة كبيرة في يوم من الأيام».