ملامح حسناء ورقَّة وثقافة تميزت بها الفنانة الراحلة فاتن حمامة، إذ اشتهرت بأدوارها الفنية التي شكَّلت ملامح قوية للفن المصري لسنوات عديدة، كما تميزت بالطباع الإنسانية، بأدائها وتمتعها بالجمال الملحوظ، وحبها للجميع من حولها، ويمثل مشوارها الفني الطويل لأكثر من ستين عامًا مواقف غنية ولقطات إنسانية، وعائلتها التي كانت تزخر لها الكثير من الحب، وهذا ما نلقي الضوء عليه اليوم في ذكرى ميلادها 27 مايو.

سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة

ذُكر في كتاب «فاتن حمامة»، الذي أوصت به سيدة الشاشة العربية؛ كما بلغت منى ذو الفقار ابنتها والصديقة المقرَّبة لها، وزوجها ورفيق عمرها الدكتور محمد عبد الوهَّاب والصحفية والكاتبة زينب عبد الرازق، وفي حوارات أجرتها معها عبر أكثر من عشرين سنة، نلقي الضوء على أسرتها التي أوصت الكاتبة زينب بإعادة نشر الحوارات ضمن كتاب أعدته بعد رحيلها في عام 2015.

نادين حمامة تتحدث عنها

طلب من نادين أحمد سمير حمامة أو نادين حمامة، ابنة أخ الفنانة فاتن حمامة أن ترسم لـ«نصف الدنيا» بورتريه عنها، إذ أنها كانت فتاة في مقتبل العمر تنتمي إلى عالم الفن التشكيلي حياتها هي الألوان والورق الأبيض، تحب رسم البورتريه تسبح في البحث عَمَّا وراء ملامح البشر، فطلب منها أن ترسم المنطقة القريبة الخاصة بينهما، وماذا تمثل لها الفنانة فاتن حمامة، وما الذكريات التي تحملها في عقلها وقلبها تجاه هذه الفنانة الجميلة.

وعن‏ الآراء التي دائمًا تنادي بها الفنانة فاتن حمامة، عبَّرت أنها داخل الأسرة كان لها الكثير من الإسهامات الحياتية: «الكلام عن عمتي الفنانة فاتن حمامة ليس سهلًا؛ هي شخصية محبوبة جدّا في العائلة، الصغير والكبير متعلق بها ويحبها ويحترمها ويقدرها جدًا، وهي ودودة وحنونة ولديها عطاء إنساني ونفسي لكل من حولها، لا تجرح أحدًا ولا تتخلى عن أي فرد من أفراد العائلة شخصية شديدة الكرم تتعامل مع الجيل الجديد في العائلة بكثير من الاهتمام والتعاطف، وتشجع الجميع دائما على التقدم، وكانت تعطي كل شخص محله، ولا تحب الكسل أو السلبية أبدًا».

التمسك بالأصول

كانت الفنانة فاتن حمامة تتمتع بالأصول والتقاليد والاحترام والمبادئ، لا تقبل النقاش فيها أبدًا ومن عاداتها أنها لا تقول رأيها بشكل مباشر وإنما من خلال ملاحظات رقيقة وهي لا تفرض رأيها أبدًا على أحد، وعندما ترى أحدا في أزمة أو يتصرف تصرفًا ما خطأ تكون شديدة الحكمة والذكاء: «تتمتع بذوق رائع وخالص يعتمد على البساطة الراقية، ‫وأنا ما زلت تلميذة صغيرة في المدرسة كنت دائمًا أعود لأجدها تجلس بجوار جدتي تتحدث معها وتسأل عنها برغم انشغالها وأعمالها».

علاقة فاتن حمامة بعائلتها

وعن تجمع أفراد العائلة: «في الصيف في شاطئ المنتزة أو العجمي نتجمع كلنا ـ أفراد العائلة ـ معًا، كانت دائمًا تحب أن نجتمع في الإجازات والأعياد، و‫هي حريصة دائمًا في أوقات متقاربة على تجمع العائلة، وأقل ما أقوله إن الحياة بجوار هذه الفنانة يشبه العيش بجوار النهر، يعطي كل من حوله كل ما يحتاجونه من حب ورعاية وتقدير ومودة وحكمة بهدوء وسلاسة وحنان، هذه هي عمتي فاتن حمامة».