«فتشني فتش وتطلع إيه دي يا باز أفندي.. تكونشي شوكولاتة والله يا بني مانا شايف، لا عمر الوحش بيحلو ولا الزفر بينضف، يعنى إيه برطوس وبرروروم، شغلتك على المدفع برروروم، يا جماعة اللى اسمه مخالى يرد ده راجل شرانى وأنا عارفه.. اركب الهواء»، إفيهات عديدة حينما نسمعها للوهلة الأولى نتذكر الفنان الراحل أبو ضحكة جنان إسماعيل ياسين، الذي برع في رسم الضحكة على وجوه الجمهور، فهو الوصفة السحرية للخروج من الاكتئاب والحالة النفسية السيئة دون الحاجة إلى مجهود، حينما يطل على الشاشة وخشبة المسرح، ينسى الجمهور أحزانه وآلامه، إذ اشتهر بتقديم فن «المونولوج»، ولم تفارق الابتسامة وجهه الضحكوك.

ألقاب عدة أطلقت على إسماعيل ياسين، اقتبسها الجمهور من أعماله وحياته ووجه البشوش الضحوك، من بينها ابن حميدو، وأبو ضحكة جنان، لما قدمه من أعمال ما تزال محفورة في القلب والعقل، رغم رحيله عن عالمنا في 24 مايو عام 1972، عن عمر ناهز 59 عاما.

حفيدة الفنان الراحل سارة ياسين، فتحت قلبها لـ«الوطن»، وتحدثت عن جوانب من حياة جدها إسماعيل ياسين، وفتشت في دولاب الذكريات.

كيف كانت حياة إسماعيل ياسين بعيدا عن الشاشات؟

جدو كان عكس ما كان بيظهر على الشاشات وعلى خشبة المسرح، كان شخصية منعزلة جدا والأصدقاء المقربين له من الوسط ليسوا بكثير، وإنما كان الأغلب من خارج الوسط، لكن الأقرب لقلبه المخرج فطين عبد الوهاب، الذي دخل في حالة من الحزن الشديد بعد وفاته، كونهما حققها نجاحات كثيرة ممتزجة بسلاسل مختلفة باسمه.

كيف كانت طفولة إسماعيل ياسين والمآسي الذي مر بها؟

طفولته كانت صعبة جدا، ووفاة والدته أثرت عليه بشكل كبير، وطلع من المدرسة في رابعة إبتدائي، وقرر الانتقال للعيش في كنف جدته بعد الوفاة وزواج الأب، لكنها كانت تتعامل معه بشدة وحزم، ولم يذق الحنية منها، بخلاف سوء معاملة زوجة والده الأجنبية له.

ماذا عن كتابة جدك قصة حياته وإلقاءها بصوته؟

جدو تعاون مع أبو السعود الإبياري وكتبله قصة حياته بشكل تمثيلي وإذاعي، من بداية الولادة حتى المراحل المتقدمة من حياته، كانوا عاملينها زي رواية جدو كان بيحكي، وفي ممثلين بيمثلوا اللي بيقوله بالحرف، لتأريخ مشواره الفني والإنساني واللحظات الصعبة والمفرحة.

احكي لنا عن هوايات وطقوس جدك في البيت؟

جدو مكنش شخص اجتماعي بخلاف زوجته فوزية، كانت اجتماعية جدا، وتفضل استقبال الضيوف داخل المنزل، وكانت من الأصدقاء المقربين لها الفنانة تحية كاريوكا ودرية أحمد، كانوا بيترددوا على البيت طول الوقت، كانت ست شيك جدا وأنيقة في نفسها، وجدو حبها من أول نظرة، باباها كان عنده محل حلواني في الإسكندرية، ولما شافها حب على نفسه، وكانت الجوازة الثالثة وقعدوا متجوزين أكتر من 20 سنة لحد وفاته، ورفض دخولها الوسط الفني.

كان شخص عصبي جدا وبيشجع النادي الزمالك، ومن أهم الأصدقاء المقربين له كان الكابتن حمادة إمام، وجدتي كانت طباخة ماهرة جدا، وفي أكلات معينة بيحبها منها زي الملوخية واللحوم، وده كان سبب في إصابته بالنقرس بسبب شراهته لها.

كيف كانت حياة الأب إسماعيل ياسين مع ابنه الوحيد؟

كان بيحبه جدا ومكرس نفسه وحياته لإسعاده، في نفس الوقت شديد معاه وبيخاف عليه من الشارع، وممنوع ياكل من خارج البيت، لأن ده كان سبب إنه يصاب بالصفرة، وهو عنده 16 سنة، بابا كان عارف أنه الطفل الوحيد وبيحب يدلع عليه، كان جايب لابنه ملاهي في البيت علشان يقعد معاه، بابا جتله صدمة وقت وفاته ومكنش مصدق هو مات فجأة وحس إن ضهرة اتكسر.

في البداية مكنش قريب منه في فترة المراهقة ولما كبر بقوا قريبين جدا، بابا كان على طول في سيرته وبيطلع صدقات على روحه، وكان بيتمنى يعملوا شغل كتير سوا، وبيفرجنا على أعماله وبيحكيلنا عنه وعن سيرته.

الحفلة الوحيدة الي كان بيعملها وبيدعي الناس بمزاجه كان عيد ميلاد بابا، كانوا بيوقفوا شارع 26 يوليو، ويجيبوا فرقة تغني في المنطقة ويعلنوا عيد ميلاده، جدو كان بيحب التصوير جدا وعنده هواية التصوير.

ما لا يعرفه جمهور إسماعيل ياسين عنه وقصة تبنيه لفتاة داخل منزله؟

جدو كان متبني ابنة شقيقة جدتي فوزية، رغم إن باباها ومامتها مكانوش متوفيين، كان اسمها ميرفت، كان متبنهيا ماديا وعاطفيا وكان ليها غرفة خاصة مجهزة في البيت، هي والدة الشاعر أيمن بهجت قمر، كان ملتزم وبيحب شغله، وكان حلم حياته يعمل مسرح، ومن أكثر الأماكن اللي منجحش فيها كانت سوريا، وكان حزين جدا إن أهلها مكانوش حابينه، وكانت عائق دائم، رغم إنه سافر هناك أكثر من مرة.

هل كان على خلاف مع العندليب؟

جدو كان عارف قيمة نفسه كويس جدا، وكان من المفترض مشاركته فيلم مع العندليب عبدا لحليم حافظ، لكن اختلفوا على مين هيتحط اسمه الأول في التتر.

- وفاة الأب تظل محفورة في القلب.. ما ذكريات الأيام الأخيرة لوالدك معه؟

لما المسرح بدأ يقع كان في حركة تغيير للمصلحة، وعملوا حملة ضده، وكان مركز في المسرح أكتر من السينما واتحارب كتير جدا، وكان عنده فلوس كتير وجالة شلل نصفي مؤقت وجلطة لمدة 3 شهور، تحويشة عمره راحت، كان في منتجين بيطلبوا منه يعمل أفلام علشان يحالفهم الحظ وينطلقوا، وكان بيوافق علشان يفتح باب رزق، ولما حب يرجع قالوله لا، آخر يوم بابا كان عنده امتحان في معهد السينما، وباباه قاله أنا تعبان، راح يشوف دكتور ورجع لقاه توفى، جدو مات بعزه، كان عنده شقته 7 غرف في شارع 26 يوليو، وفلوس في البنك، الفنانة فتحية أحمد قالت لبابا ادفنه في القاهرة، علشان تقدروا تزروه طول الوقت.

ما الاعمال التي تفضلينها لجدك؟

بابا كان صاحبنا وبنتفرج على أفلام جدو، بنعشق البوليس الحربي، وبابا كان طفل قمور جدا في طفولته، بحب لجدو فيلم المليونير، الحلو في إفيهاته كانت ذكية جدا وبيعرف يختارها.