رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

سوسن البهيتي أول سوبرانو سعودية: «المرأة العربية صانعة معجزات وأم كلثوم ملهمتي» (حوار)

كتب:  غادة شعبان -

01:17 م | السبت 06 مايو 2023

سوسن البهيتي.. أول سعودية سوبرانو

في شموخ وعظمة، تقف على المسرح بملابس أنيقة تخطف الأنظار بألوان تبرز جمالها ورقتها، مع الاحتفاظ بالهوية السعودية، ومن ورائها فرقة متكاملة من العازفين، كُل متمكن من أدواته، التي تظهر جمالها وصوتها العذب، أمامهم المايسترو الذي ينظم التوزيع الموسيقي، لتجدها بكل رقة وجمال وثقة، تبدأ في الغناء الأوبرالي بلغات عديدة بين الفرنسية والإيطالية والعربية والألمانية، وكل أغنية تدخل لقلب جمهورها دون استئذان وتلمس شيئًا بداخله، هكذا هي السوبرانو السعودية سوسن البهيتي، المُلقبة بأول فنانة أوبرا في المملكة العربية، ووصلت شهرتها لشتى بقاع العالم.

تحديات عدة واجهتها السعودية سوسن البهيتي، لعل أبرزها كيف للمرأة السعودية إثبات قدرتها على تخطي الصعاب ومنافسة عظماء الموسيقيين من الرجال؟، خاصة بعد إتاحة النساء وتمكنهم من تحقيق ذاتهن في المجتمع، والسماح لهن بالتمتع بكامل حقوقهن في شتى الميادين، وتحطيم التابوهات التي كانت في الماضي.

«الوطن» تواصلت مع سوسن البهيتي، أول عازفة جيتار وأوبرالية سعودية، للحديث عن الطفرة التي أحدثتها في عالم الموسيقى، وسر تمكنها من الموسيقى الكلاسيكية وحبها لكوكب الشرق أم كلثوم، واعتبارها مثلها الأعلى في مشوارها الفني، وإلى نص الحوار:

من هي سوسن البهيتي، وكيف اقتحمت عالم الموسيقى والغناء الأوبرالي؟

ولُدت في المملكة العربية السعودية لأبوين من جنسيتين مختلفتين، والدتي سورية، لديهما اهتمامًا كبيرًا بالفنون المختلفة، تعلمت العزف على الجيتار منذ السادسة بمساعدة شقيقتي وابن عمي، وكان والدي يحبان الغناء والطرب، فقد تربيت على أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، فكانت المرأة الأولى التي وقفت عليها على مسرح للغناء في دار الأوبرا عام 2008.

 

تخرجتِ في كلية الإعلام، هل عملتِ في مجالك قبل الاتجاه للغناء؟

درست الإعلام في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري، وتخصصت في الإعلانات، وعملت في مجال تخصصي في عدة شركات وعلامات تجارية، مثل مساعدة مدير إنتاج في شركة الخطوط السعودية للتموين في جدة، خلال عامي 2017 و2018.

تجيدين العزف على الجيتار.. كيف جاءت تلك الموهبة؟

كانت أسرتي سر نجاحي، إذ نشأت في منزل يهوى الطرب والغناء الكلاسيكي خاصة أم كلثوم، لولا دعمهم وثقتهم في موهبتي منذ الصغر ما كنت أنا، إذ تعلمت العزف على آلة الجيتار من خلال شقيقتي وابن عمي، بالرغم من كوني أبلغ 36 عامًا، وسيظل الجيتار سيظل الرابط القوي الذي جعلني أخطو بقدمي نحو الموسيقى والفن، كما أنني اعتمد عليه خلال الحفلات التي أقدمها على مسرح الأوبرا بطرق مبتكرة واستثنائية، فهو من أصعب الآلات التي يمكن تعلمها وإجادتها.

هل ساعدتك إجادة اللغات المختلفة في تنوع طبقة صوتك وتنمية مواهبك؟

أجيد بالطبع لغتي الأم العربية، كما حالفني الحظ في تعلم اللغة الفرنسية في المدرسة، بخلاف عشقي للألمانية والإيطالية، ولكل لغة مذاقًا مختلفًا وطبيعة موسيقية متفردة، وهذا ما جعلني أتعرف على مختلف الثقافات والفنون وتطوير أدائي كفنانة، إذ إنّ على الفنان التحلي بالثقافة ومعرفة طبيعة كل بلد يزورها، وطرق التعامل مع شعبها من عاداتهم وتقاليدهم وكذلك فنونهم.

كيف وجدتِ الدعم من الشارع السعودي؟

تمتعت المرأة السعودية والعربية بشكل عام، برفاهيتها وحقوقها وامتيازات كثيرة مؤخرًا، أضاءت جهة الإبداع لديها، وخلقت مساحة لاكتشاف الذات في شتى الميادين، فلم يعد يقتصر الأمر على حدث بعينه، فنجد أننا أثبتن الكفاءة في مختلف الفروع سواء الطب والهندسة والحرف المهنية والفنون، وهو ما حدث معي، فلم يكن الأمر عاديًا في الشارع السعودي، إذ لم يكن البعض يتفهم في بداية الأمر فن الأوبرا والغناء بلغات مختلفة، كون العرب بشكل عام يعشقون الكلمة والشعر والموسيقى الكلاسيكية التي تربينا عليها، لكنهم في النهاية تفهموا الناحية الموسيقية، وحصلت على إشادة ودعم كبير منهم، التي تظهر بوضوح من خلال التعامل سواء في عالم السوشيال ميديا أو حفلات الأوبرا.

رسالتي للمرأة السعودية الثقة بالذات.. وأم كلثوم سر تألقي

- لماذا اخترتِ الغناء الأوبرالي؟ وما الذي يميزه عن أي نوع آخر من الغناء؟

مغنية الأوبرا تستطيع تلوين صوتها بكل الطبقات، وهو ما تربينا عليه من أصول المهنة، واعتبر كوكب الشرق أم كلثوم، صاحبة البصمة الأولى في حياتي وسر دخولي لعالم الفن، فهي تستحق لقب قيثارة الشرق بسبب فخامة وندرة صوتها الذي جعلها منفردة في شتى بقاع العالم، وكان جمهورها لا يمل من حضور حفلاتها والإنصات إلى الكلمات والألحان، كما أنّ هناك تصنيفًا للفئات الغنائية من السيدات من حيث نوع وقوة الصوت، من الأدنى إلى الأكثر حدة، الأول كونترالتو (أو ألتو)، والثاني ميزو-سوبرانو، والأكثر حدة هو السوبرانو، الذي أُطلق على صوتي.

ويتميز مغني الأوبرا عن غيره، بقوة الصوت والقدرة على معرفة فنون ومهارات التمثيل المسرحي الدرامي، إذ إنّ كل أغنية هي حالة منفردة تحاكي قضية أو رسالة منها، مقتطفة من قصة مسرحية بشخصية معينة، كما تُقدم مشاعر مختلفة تصل للجمهور في أثناء العرض.

كيف جاء لقب أول فنانة أوبرا سعودية؟

يعتبر هذا اللقب بمثابة وسام على صدري، يجعلني في محط أنظار الجميع طوال الوقت، وأسعى جاهدةً أمام نفسي حتى استحقه عن جدارة، فهو مسؤولية كبيرة وشرف، كون الأوبرا تعتبر فنًا جديدًا قُدم للمجتمع السعودي، ومحظوظة كوني أول امرأة تشارك من المملكة في فن الأوبرا في شتى بقاع العالم، وأحاول التدرب بشكل مستمر وتطوير ذاتي والتعلم على يد كبار الفنانين.

ما رسالتك للمرأة السعودية والعربية؟

ثقي في ذاتي وتمكني من أدواتك وكوني على وعي وطموح منقطع النظير، بأنك قادرة على تحدي الصعاب والمستحيل، جددي شغفك واكتشفي ذاتك، فأنتِ جمهورك الأول الذي يجعلكِ تتفوقين على داخلك، فلا داعي للخوف واليأس.

ما أحلامك وأهدافك في عالم الفن والموسيقى؟

أتمنى تقديم فن جديد على أرض المملكة السعودية، ولا أسعى لغناء أي لون غير الأوبرالي، وحلمي الغناء على المسارح العالمية في شتى بقاع العالم، كما أتمنى أنّ أتقلد منصب رئيس دار الأوبرا في المملكة العربية السعودية، التي أُعلن أنها ستكون في جدة، وأحلم بتأسيس الفرع العربي لفن الأوبرا.