رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«الوطن» في غرفة «زياد» محارب السرطان المُصلي بمستشفى 57 بعد العملية: مكنتش خايف

كتب: سمر صالح -

04:33 م | الأربعاء 19 أبريل 2023

الطفل زياد

يستيقظ الصغير كعادته كل يوم مبكرًا للذهاب إلى المدرسة في الموعد، عيناه المليئتان بالفرح والحماس تداعب والديه قبل الخروج من البيت، يقضي يومه في المدرسة وسط أصدقائه يشيد معلموه بذكائه ومهارته، فيعود في نهاية كل يوم ليروي على أمه ما حدث معه بوجه متبسم ضاحك.

ذلك المشهد السابق اختلفت ملامحه كثيرا بحلول عام 2019 الذي جاء حاملا تغيرا جذريا في حياة الطفل «زياد أسامة» صاحب الصور المتداولة على السوشيال ميديا وهو يصلي بالقميص الطبي قبل خضوعه لعملية جراحية لاستئصال ورم من النخاع الشوكي.

صداع متكرر ورعشة في الأعصاب، شكاوى مختلفة بدأ يكررها الصغير صاحب العشر سنوات، بدأ على إثرها والديه في البحث عن طبيب لتشخيص حالته، «لفينا بيه على دكاترة كتير مخ وأعصاب في البداية مكنش حد عارف يشخص حالته لحد ما في دكتور قالنا إنه عنده ورم في المخ»، تشخيص وقع كالصاعقة على أذن الأم، تقول نرمين جمال والدة الطفل زياد في بداية حديثها لـ«الوطن» من داخل حجرته بمستشفى 57357.

من سيناء إلى القاهرة للعلاج

من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء إلى القاهرة، انتقل الصغير زياد مع والديه لتلقي العلاج اللازم، خضع إلى عملية لإزالة مياه من المخ أعقبها تركيب جهاز طبي لمواجهة الورم، واستمر على جلسات الكيماوي، مضت الأيام ثقالا على الأسرة يحلمون بلحظة الانتصار على المرض الخبيث، إلا أن المشهد ازداد تعقيدا حين اكتشفوا ورما آخر في النخاع الشوكي.

اكتشاف ورم في النخاع الشوكي

تلك اللحظة التي استغرقت الأم «نرمين» بضع ثوان لوصفها كما وقعت، وعادت لتقول، «خوفت عليه المرض ينتشر لكن الدكاترة طمنوني، زياد قوي وبيتحمل وواثقة في ربنا وواثقة في الطاقم الطبي في مستشفى 57».

في صباح أمس الموافق الثامن عشر من أبريل الجاري، كان الطفل السيناوي، على موعد مع غرفة العمليات بما فيها من أدوات وأجهزة يرهبها الكبير قبل الصغير، لاستئصال الورم الذي ظهر فجأة في النخاع الشوكي، ألبسه طاقم التمريض القميص الطبي وقبل أن يحملوه إلى غرفة العمليات أراد الصغير أن يختلي بربه بضع دقائق يناجيه في السر ببراءة الأطفال، توضأ واتجه نحو القبلة وطلب منهم أن يمهلوه قليلا حتى يصلي ركعتين لله، بحسب رواية الأم.

سر الصور المتداولة

تمهل الصغير زياد محارب السرطان في سجوده، يناجي الله بصوت خافت، وفي تلك اللحظات كانت عدسة الهاتف الخاص بولادته توثق ما يفعله، «لما طلب يصلي حبيت أصوره وأوثق اللحظات دي رغم خوفي الشديد عليه»، وفور انتهائه قرأ الصغير آية الكرسي طالبا من الله أن يحفظه.

العملية استغرقت 6 ساعات متواصلة

لحظات ما قبل الدخول إلى غرفة العمليات وصفها المحارب الصغير لـ«الوطن» في أول ظهور إعلامي له بعد العملية الجراحية، قائلا: «أنا بطل وقوي، ومكنتش خايف من العملية، صليت ركعتين وقريت آية الكرسي بعدها، عشان ربنا يحفظني وأقوم بالسلامة».

على سرير تجره عجلات سريعة حمله التمريض إلى غرفة العمليات، قضى بها ساعات طويلة من الحادية عشر صباحا حتى الخامسة عصرا، وصفتها الأم بساعات صعبة ومريرة، «عقارب الساعة مكنتش بتمشي، التزمت بقراءة القرآن ودعتله طول الساعات دي لحد ما خرج على رجله بالسلامة وطلع وشوفته من تاني قلبي اطمن».

خرج «زياد» من تحت أيدي الطبيب الذي نجح في أن يبث الحياة في جسده الضئيل مرة أخرى، وانتقل إلى غرفته ليقضي بها فترة النقاهة بعد الجراحة، جسده يقاوم الألم رغم صغر سنه، يقول بصوت طفولي: «هقوم إن شاء الله وأرجع العريش ألعب مع إخواتي وأشوف صحابي من تاني».